ملتقى الموحدات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الموحدات

لقاء التراحم بين الموحدات للتعاون على البر والتقوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التوخيد وأثره فى النفوس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

التوخيد وأثره  فى النفوس Empty
مُساهمةموضوع: التوخيد وأثره فى النفوس   التوخيد وأثره  فى النفوس Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 10:36 pm



بسم الله الرحمن الرحيم


التوحيد هو رأس الأمر، والوظيفة التي خلق من أجلها الإنسان، والناس فيه يتفاوتون ويتفاضلون، وقد ذكر الشيخ في هذه المادة أهمية التوحيد وماهيته وآثاره العظيمة على الفرد والمجتمع الموحد

كلمة التوحيد وتفاوت أهلها فيها
( التوحيد وأثره في النفوس)

مكانة التوحيد عند الله تعالى
فاعلم رحمني الله وإياك أن التوحيد هو: إفراد الله تعالى بالعبادة، وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده، بل هو أعظم سلاح يتسلح به المسلم، فهو سلاح العقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة وما عليه سلف هذه الأمة، فأصل ما تزكوا به القلوب والأرواح هو التوحيد . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ولهذا كان رأس الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، وهي متضمنة عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله من الأولين والآخرين ديناً سواه. انتهى كلامه رحمه الله. فلا إله إلا الله هي كلمة التوحيد.. وهي الكلمة التي قامت بها الأرض والسماوات.. لا إله إلا الله فطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة، ونصبت القبلة، وجردت سيوف الجهاد.. لا إله إلا الله محض حق الله على جميع العباد، والكلمة العاصمة للدم والمال والذرية في هذه الدار، والمنجية من عذاب القبر ومن عذاب النار، والمنشور الذي لا يدخل أحد الجنة إلا به. لا إله إلا الله الحبل الذي لا يصل إلى الله من لا يتعلق بصدده.. لا إله إلا الله كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، ينقسم بها الناس إلى شقي وسعيد، ومقبول وطريد،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

التوخيد وأثره  فى النفوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوخيد وأثره فى النفوس   التوخيد وأثره  فى النفوس Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 1:43 pm

وانفصلت دار الكفر من دار الإيمان، وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والهوان بلا إله إلا الله، وهي العمود الحامل للفرض والسنة (ومن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة) نسأل الله الكريم من فضله . قال ابن القيم كلاماً جميلاً عن التوحيد في الفوائد ، قال رحمه الله : التوحيد أشرف شيء وأنزهه وأنظفه وأصفاه، وأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه، فهو كأبيض ثوبٍ يكون، يؤثر فيه أدنى أثر، وكالمرآة الصافية جداً، أدنى شيءٍ يؤثر فيها ولهذا -وتنبهوا- تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية، فإن بادر صاحبه وقلع ذلك الأثر بضده، وإلا استحكم وصار طبعاً يتعسر عليه قلعه. إلى آخر كلامه رحمه الله . وكثير من الناس يغفل عن حقيقة التوحيد، فيتصور أن التوحيد هو.. قول لا إله إلا الله فقط، أو أنه الاعتراف بربوبية الله فقط، يردد أن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت، ويجهل شمولية هذه العقيدة لجميع جوانب الحياة، لذلك ربما تزعزعت عقيدة التوحيد في نفوس كثير من المسلمين، فلا إله إلا الله في كل صغيرة وكبيرة، ولا إله إلا الله في كل حركة وسكنة، لا إله إلا الله في البيت والمسجد والوظيفة والشارع وكل مكان، هنا -باختصار- يتبين لنا جميعاً أثر لا إله إلا الله على نفوسنا.

مظاهر زعزعة التوحيد في قلوب الناس وتناقصه

يا أهل التوحيد! إليكم أمثلةً سريعةً على أن العقيدة والتوحيد ربما تتزعزع في قلوب بعض الناس: فانظروا -مثلاً- إلى الحلف بغير الله والتوسل والاستعانة بالمخلوقين دون الله، بل والاحتكام إلى الأعراف والعادات والتقاليد، وتقديمها على حكم الله ورسوله عند البعض من الناس. انظروا إلى تقديم القرابين والنذور، والهدايا للمزارات والقبور وتعظيمها. بل انظروا إلى التشبه بالكافرين في أخلاقهم وعاداتهم السيئة وموالاتهم. انظروا إلى لجوء الناس عند الشدائد للأسباب المادية، نعم. فتعلقهم بالأسباب المادية فقط من دون الله. انظروا لانتشار السحرة والمشعوذين، والكهان والعرافين، والتمائم والرقى غير الشرعية. بل انظروا إلى ادعاء علم الغيب بقراءة الكف والفنجان، والتنجيم وعالم الأبراج التي تملأ صفحات بعض المجلات اليوم والإذاعات. انظروا للاحتفالات بالمناسبات الدينية كالإسراء والمعراج، والهجرة النبوية،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

التوخيد وأثره  فى النفوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوخيد وأثره فى النفوس   التوخيد وأثره  فى النفوس Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 1:45 pm

، وبدعة المولد وغيرها مما لا أصل له في الشرع. انظروا إلى الاستهزاء بالدين، والسخرية بأهله، والاستهانة بحرماته، وأنه تأخر ورجعية، ووصف أهله بالتطرف والتشدد. انظروا إلى التمسك بأقوال الرجال، حتى أصبحت تفوق الكتاب والسنة عند كثير من الناس وللأسف! بل انظروا إلى ضعف اليقين، نعم. إلى ضعف اليقين بالله وإلى دخول اليأس والقنوط لقلوب كثير من المسلمين. انظروا إلى الخوف والرعب، ممن؟ من المخلوقين عند حدوث الفتن والمصائب. انظروا إلى تمجيد الغرب والخوف منه، حتى وُصف ببعض الصفات الإلهية، كالقوة والقدرة وإدارة الكون كما نسمع ونقرأ. انظروا إلى نظرة الناس المادية للحياة مما ابتلي به المسلمون اليوم، تحصيل اللذات والشهوات، وتعليق أهداف الأمة واهتماماتها بأشياء لا قيمة لها كاللهو والطرب والغناء والمتعة الحرام، والله عز وجل يقول : أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115].


هذه من مظاهر زعزعة التوحيد في قلوب الناس وتناقصه، والأمثلة كثيرة تلك التي توضح حال عقيدة التوحيد في نفوس المسلمين اليوم، ولهذا غفل كثيرٌ من الناس عن آثار التوحيد وحقيقته، بل جهل كثير من المسلمين هذه الآثار فأصبح يردد: لا إله إلا الله في اليوم عشرات المرات؛ لكن تعال وانظر لحاله مع نفسه وأهله، وانظر لحال بيته وما فيه، وانظر لحاله في البيع والشراء، وانظر لأقواله وأفعاله وتصرفاته، فربما ليس لكلمة لا إله إلا الله أثر في حياته -والله المستعان

المراد من كلمة التوحيد ومعناها
فيا أيها المسلمون" المراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها، الكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو: إفراد الله بالتعلق، والكفر بما يعبد من دون الله، نعم. إفراد الله: هذا معنى التوحيد، إفراد الله بالتعلق والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه، فإنه صلى الله عليه وسلم لما قال لهم : (قولوا لا إله إلا الله) ماذا قالوا؟ كما أخبر الحق عز وجل عنهم: أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [ص:5]


فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام من أهل الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أن معنى ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب بشيء من المعاني. والحاذق اليوم من هؤلاء من ظن أن معناها فقط أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله، هكذا يفهم بعض الناس معنى لا إله إلا الله، فلا خير في رجلٍ جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله. لا نعجب أن نجد من الكفار من هم أصحاب مبادئ وعقيدة، لكنهم يحترمون عقيدتهم ومبادئهم، ويقفون عندها ويخدمونها، بينما ذلك المسلم يردد أن لا إله إلا الله، لكن ليس لهدف، ليس لمبدأه ولا لعقيدته شيء من الإخلاص الحقيقي في ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

التوخيد وأثره  فى النفوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوخيد وأثره فى النفوس   التوخيد وأثره  فى النفوس Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 1:49 pm

تفاوت الناس في التوحيد
الناس يتفاوتون في التوحيد، ويتفاوتون في فهم معنى هذه الكلمة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى : فإن المسلمين وإن اشتركوا في الإقرار بها، فهم متفاضلون في تحقيقها تفاضلاً لا نقدر أن نضبطه. انتهى كلامه رحمه الله. ويقول تلميذه ابن القيم في طريق الهجرتين : فالمسلمون كلهم مشتركون في إتيانهم بشهادة أن لا إله الله، وتفاوتهم في معرفتهم بمضمون هذه الشهادة وقيامهم بحقها باطناً وظاهراً أمرٌ لا يحصيه إلا الله . انتهى كلامه رحمه الله. ويقول -أيضاً- في الداء والدواء : فإن من الناس من تكون شهادته ميتة -انتبهوا يا أحبة- ومنهم من تكون نائمة، إذا نبهت انتبهت، ومنهم من تكون مضطجعة، ومنهم من تكون إلى القيام أقرب، وهي -أي: الشهادة- في القلب بمنزلة الروح من البدن، فروح ميتة، وروح مريضة إلى الموت أقرب، وروح إلى الحياة أقرب، وروح صحيحة قائمة بمصالح البدن.. إلى آخر كلامه الجميل هناك رحمه الله تعالى.

آثار التوحيد وثماره

فيا أمة التوحيد! أيها الإخوة! أيتها الأخوات! إن للتوحيد ثماراً عظيمة، وآثاراً جميلة ذاق حلاوتها ذلك الصادق في توحيده، وحرمها ذلك المسكين الذي لم يعلم حقيقة التوحيد وأثره في الحياة، ومن أهم هذه الآثار، ولعلي أختصر بعضها لكثرتها: ..

تحقيق معرفة الله عز وجل
أولاً: تحقيق معرفة الله سبحانه وتعالى وهي من أعظم الآثار. لكن قد يقول قائل كيف نعرفه؟ قال ابن القيم في الفوائد -وأنقله بتصرف- : ولهذه المعرفة بابان واسعان. وانتبهوا لهذا؛ لأن الكثير من المسلمين اليوم لم يؤت لضعفه وفتوره وقلة آثار التوحيد في نفسه، إلا لقلة معرفته بالله حق المعرفة، يقول ابن القيم رحمه الله: ولهذه المعرفة بابان واسعان، الأول : التفكر والتأمل في آيات القرآن كلها، والثاني: الفقه في معاني أسمائه الحسنى وجلالها، وكمالها وتفرده بذلك.. إلى آخر كلامه. فمثلاً: أنت تعرف فلاناً وتحبه وتبغضه من خلال اسمه وصفاته وأفعاله، ولله المثل الأعلى. فالفقه في معاني أسماء الله وصفاته، ومقتضياتها وآثارها، وما تدل عليه من الجلال والكمال، أقرب طريق لمعرفة الله، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في كتابه



العزيز، الثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب أن تُمرَ كما جاءت بلا كيف، مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة، هذا الغائب عند الكثير من المسلمين اليوم، مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة، هذه عقيدةٌ لـأهل السنة والجماعة ، وكما قيل: من كان بالله أعرف كان لله أخوف. فيا أيها المسلم الموحد! إنك لا تعبد مجهولاً، بل تعبد الواحد الأحد الذي تقرأ أسماءه وصفاته في كل حين في القرآن والسنة.
إن توحيد الأسماء والصفات الذي يردده بعض المدرسين على أبنائنا، وعلى المسلمين بدون فهم لحقيقة هذا التوحيد، لهو من أعظم الطرق لمعرفة الله سبحانه وتعالى؛ فمعرفة الله من خلال أسمائه وصفاته هي نقطة البداية في حياة الإنسان، البداية الحقة في تحقيق التوحيد، فإذا وفق العبد لهذه المعرفة، فقد أوتي خيراً كثيراً، واهتدى إلى ربه، ووضع قدميه على الطريق الصحيح، فمن كان بالله وأسمائه وصفاته أعرف وفيه أرغب وأحب، وله أقرب، وجد من حلاوة الإيمان في قلبه ما لا يمكن التعبير عنه، ومتى ذاق القلب ذلك لم يمكنه أن يقدم عليه حب غيره، وكلما ازداد له حباً ازداد له عبودية وذلاً، وخضوعاً ورقاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

التوخيد وأثره  فى النفوس Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوخيد وأثره فى النفوس   التوخيد وأثره  فى النفوس Emptyالأحد ديسمبر 18, 2011 1:53 pm

فمثلاً: نقرأ في القرآن: أن الله سميع وبصير وعليم، فهل فكرت في معانيها؟! وهل لها أثر في نفسك
يوم أن قرأتها في كتاب الله؟ السميع :الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات، سميعٌ بما في العالم العلوي والسفلي من الأصوات، يسمع سرها وعلنها، وكأنها لديه صوت واحد، لا تختلط عليه الأصوات ولا تختلف عليه جميع اللغات، القريب والبعيد، السر والعلانية عنده سواء سبحانه وتعالى، وأنت تقرأ القرآن وتتدبره بمثل هذه المعاني، يمتلئ القلب ثقة وخوفاً وإجلالاً لله تعالى. البصير: الذي يبصر كل شيء وإن دق وصغر، ويبصر ما تحت الأراضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، وجميع أعضائها الباطنة، وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، يرى سريان الماء في أغصان الأشجار وعروقها، وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها، يرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة، وأصغر من ذلك، فإذا علمت أنه يرى ذلك بهذه الصفة امتلأ قلبك إجلالاً وهيبةً من الله وتحقق في النفس مبدأ عظيم، مبدأ المراقبة لله سبحانه وتعالى.
يا من يرى مد البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى نياط عروقها في صدرها والمخ في تلك العظام النحل

امنن عليّ بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الأول
وكذلك في جميع أسماء الله وصفاته: العزيز، الجبار، العليم، الخبير، القدير.. هكذا يكون لتوحيد الأسماء والصفات أثر عجيب في نفوسنا، نعم. إن علمنا بالله ومعرفتنا به يصلنا بالله ويزكي نفوسنا، ويصلحها، وهذا هو الطريق الذي أضاعه كثير من المسلمين اليوم . أيها المسلم! إن الله عز وجل يقول: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] وأنا أسمعك تدعو الله، وتتوسل إليه بأسمائه وصفاته، لكن وأنت تردد هذه الأسماء والصفات هل تستشعر معانيها؟ هل تفهم مقاصدها؟ إنك إن فعلت هذا تزداد تعلقاً بالله وحباً وهيبةً وإجلالاً له، ولذلك أثرٌ كبير على القلب، بل والله له أثر كبير على استجابة الدعاء وقبوله، فلنعلم حقيقة توحيد الأسماء والصفات كيف يكون، ولنتعرف على الله عز وجل حق المعرفة من خلاله.

راحة النفس واطمئنانها وسعادتها
ثانياً: من آثار التوحيد في النفس: راحة النفس الموحدة واطمئنانها وسعادتها، فهي لا تقبل الأوامر إلا من واحد، ولا تمتثل النواهي إلا من واحد، وبهذا راحة للنفس، ولذلك ترتاح النفس وتطمئن ويسكن القلب ويهدأ، ومن المعلوم لكل عاقل أن النفس لا تحتمل الأوامر من جهات متعددة، فلا يعقل أن يكون للعبد أكثر من سيد، ولا للعامل أكثر من كفيل، وإلا سيقع عندها ضحية الأهواء، فكلٌ يأمر وكلٌ ينهى، وعندها لا يدري ماذا يعمل، فيصبح القلب شذر مذر، وفي هم وغم لا يدري من يرضي. قال ابن القيم رحمه الله في الفوائد : وكما أن السماوات والأرض لو كان فيهما آلهة غيره سبحانه لفسدتا كما قال تعالى : لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22] فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى فسد فساداً لا يرجى صلاحه إلا بأن يخرج ذلك المعبود منه، ويكون الله تعالى وحده إلهه ومعبوده الذي يحبه ويرجوه، ويخافه ويتوكل عليه وينيب إليه. انتهى كلامه رحمه الله. إذاً: فلا يعمل الموحد ولا يحب إلا لله، ولا يغضب ولا يكره إلا لله، وهنا يشعر القلب بالراحة والسعادة؛ فهو مطالب بإرضاء الله ولو غضب عليه أهل الأرض قاطبة، هذه هي حقيقة التوحيد، بل هذا هو الإخلاص لله في كل شيء قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163] هل سألنا أنفسنا يوماً من الأيام ما هو هدفنا في الحياة؟ ولماذا خلقنا؟ كثير من المسلمين اليوم ممن يتلفظ بلا إله إلا الله، لو سئل عن هدفه في الحياة ربما لم يجب، وربما أجاب لكنها إجابة فيها تردد وحيرة! وربما تذكر تلك الأسئلة التي درسها يوم أن كان صغيراً في المراحل التعليمية الأولى، لماذا خلقنا الله؟ فكانت الإجابة: خلقنا الله لعبادته، وما هو الدليل؟ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]

وما هو تعريف العبادة؟ اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. أظننا لا نجهل هذا، الكبير منا والصغير يعرفه، الذكر والأنثى يعلمه. بل حفظه عن ظهر قلب، العجيب أن الكثير من الناس لا يفكر بهذه الكلمات التي حفظها وقرأها ورددها يوم أن كان صغيراً، بل لم يفهم معناها، وإن فهم معناها لم يعمل بمقتضاها، لماذا الفصل بين العلم والعمل؟ فالعلـم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. في حياتنا ندرس ونقرأ ونسمع، فإذا خرجنا من
مجالسنا تغيرت الأحوال، وتركنا العلم جانباً، وحكمنا الأهواء والمصالح الشخصية، والله المستعان! أيها الأخ! يقول الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] أي: أن هدفك في الحياة هو عبادة الله عز وجل، تلك العبادة التي أخطأ كثير من المسلمين اليوم في فهمها، ولذلك ربما يقول قائل : الله عز وجل يريد منا دائماً أن نركع ونسجد ونصلي ونصوم ونحج ونقرأ القرآن فقط. هذه هي الحياة، هكذا تريدون منا، لماذا؟ لأنه فهم الحياة على أنها هكذا فقط،


أو أن العبادة على أنها فقط مقيدة بتلك العبادات الأربع المشهورة عند الناس، الصلاة والصيام والحج والزكاة.. هكذا يفهم بعض المسلمين الإسلام. أيها المحب! ليس هذا هو مفهوم العبادة التي يريدها الله عز وجل منا، فنحن نردد أن العبادة -كما أسلفنا-: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة على الجوارح والباطنة في القلب. إذاً: فكل فعل وقول وحركة وسكون في حياتك هي عبادة لله عز وجل بشرط: أن يحبها الله ويرضاها، وأن تكون خالصة لله، وكما جاء
ت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التوخيد وأثره فى النفوس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الموحدات  :: المنتدى الإسلامي :: أمور العقيدة وأصول الدين-
انتقل الى: