ملتقى الموحدات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الموحدات

لقاء التراحم بين الموحدات للتعاون على البر والتقوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقتطفات من تفسير سورة يونس للسيد قطب رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام رحاب




عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 01/03/2011

مقتطفات من تفسير سورة يونس للسيد قطب رحمه الله  Empty
مُساهمةموضوع: مقتطفات من تفسير سورة يونس للسيد قطب رحمه الله    مقتطفات من تفسير سورة يونس للسيد قطب رحمه الله  Emptyالأربعاء يونيو 08, 2011 12:22 pm

ان التفسير الإسلامي للتاريخ ; يرد ذل المحكومين للطواغيت , وسيطرة الطواغيت عليهم , إلى عامل أساسي هو فسوق المحكومين عن دين اللّه , الذي يفرد الله سبحانه بالألوهية , ومن ثم يفرده بالربوبية والسلطان والقوامة والحاكمية . فيقول الله سبحانه عن فرعون وقومه:*ونادى فرعون في قومه قال:يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ? أفلا تبصرون ? أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ? فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب , أو جاء معه الملائكة مقترنين ! فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين*. . فيرد استخفاف فرعون لهم إلى أنهم فاسقون . فما يستخف الحاكم الطاغي قومه وهم مؤمنون بالله موحدون ; لا يدينون لسواه بربوبية تزاول القوامة والحاكمية !

ولقد حدث أن الذين فسقوا عن الدينونة لله وحده , فأتاحوا لنفر منهم أن يحكموهم بغير شريعته , قد وقعوا في النهاية في شقوة العبودية لغيره . العبودية , التي تأكل إنسانيتهم وكرامتهم وحريتهم , مهما اختلفت أشكال الأنظمة التي تحكمهم ; والتي ظنوا في بعضها أنها تكفل لهم الإنسانية والحرية والكرامة !

لقد هربت أوربا من الله - في أثناء هروبها من الكنيسة الطاغية الباغية باسم الدين الزائف ! - وثارت على الله - سبحانه - في أثناء ثورتها على تلك الكنيسة التي أهدرت كل القيم الإنسانية في عنفوان سطوتها الغاشمة ! ثم ظن الناس هناك أنهم يجدون إنسانيتهم وحريتهم وكرامتهم - ومصالحهم كذلك - في ظل الأنظمة الفردية [ الديمقراطية ] وعلقوا كل آمالهم على الحريات والضمانات التي تكفلها لهم الدساتير الوضعية , والأوضاع النيابية البرلمانية , والحريات الصحفية , والضمانات القضائية والتشريعية , وحكم الأغلبية المنتخبة . . إلى آخر هذه الهالات التي أحيطت بها تلك الأنظمة . . ثم ماذا كانت العاقبة ? كانت العاقبة هي طغيان "الرأسمالية " ذلك الطغيان الذي أحال كل تلك الضمانات وكل تلك التشكيلات , إلى مجرد لافتات , أو إلى مجرد خيالات ! ووقعت الأكثرية الساحقة في عبودية ذليلة للأقلية الطاغية التي تملك رأس المال , فتملك معه الأغلبية البرلمانية ! والدساتير الوضعية ! والحريات الصحفية ! وسائر الضمانات التي ظنها الناس هناك كفيلة بضمان إنسانيتهم وحريتهم وكرامتهم , في معزل عن الله سبحانه ثم هرب فريق من الناس هناك من الأنظمة الفردية التي يطغى فيها "رأس المال" و "الطبقة ! " إلى الأنظمةالجماعية ! فماذا فعلوا ? لقد استبدلوا بالدينونة لطبقة "الرأسماليين" الدينونة لطبقة "الصعاليك" ! أو استبدلوا بالدينونة لأصحاب رؤوس الأموال والشركات الدينونة للدولة التي تملك المال إلى جانب السلطان ! فتصبح أخطر من طبقة الرأسماليين !

وفي كل حالة وفي كل وضع وفي كل نظام دان البشر فيه للبشر , دفعوا من أموالهم ومن أرواحهم الضريبة الفادحة . دفعوها للأرباب المتنوعة في كل حالة !

إنه لا بد من عبودية ! فإن لم تكن لله وحده , تكن لغير الله . . والعبودية لله وحده تطلق الناس أحرارا كراما شرفاء أعلياء . . والعبودية لغير الله تأكل إنسانية الناس وكرامتهم وحرياتهم وفضائلهم . . ثم تأكل أموالهم ومصالحهم المادية في النهاية !



[i]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقتطفات من تفسير سورة يونس للسيد قطب رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تبوك
» التبصير فى معالم الدين للطبرىرحمة الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الموحدات  :: المنتدى الإسلامي :: أمور العقيدة وأصول الدين-
انتقل الى: