موضوع: دين جميع الأنبياء واحد وهو الإسلام الخميس يناير 06, 2011 3:28 pm
والحمد لله والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى رسولنا ونبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الموضوع : دين جميع الأنبياء واحد وهو الإسلام
قال تعالى : (إن الدين عند الله الإسلام) سورة آل عمران آية (19) وقال أيضا: (ومَنْ يبتغ غيْر الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)سورة آل عمران آية (85)
من المعلوم بالضرورة أن الإسلام هو ملة الأنبياء قاطبة وإن تنوعت شرائعهم واختلفت مناهجهم ، واليهودية والنّصرانية هما نِحلتان باطلتان يدل مسماها على الكفر والشرك والضلال من إفترائهم وكذبهم على الله جل وعلا.. وقد قال تعالى في شأنهما : (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النّصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل) سورة التوبة آية 30( ) وقال أيضا: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) سورة المائدة آية 73 وقال أيضا: (و قالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا) سورة المائدة آية 64 إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الكثيرة الدالة على أن المسمّى اليهودية والنصرانية لا ينصرفان إلا على الملّتين الكافرتين.
فتعيّن أن ليس هناك دين على حق إلا دين الإسلام الذي هو دين جميع الأنبياء والمرسلين ولا يصح تسمية دينهم إلا بالإسلام وقال تعالى ( : ملة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل) سورة الحج آية 78 وقال تعالى أيضا : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) سورة آل عمران آية 85 ، فحكم هذه الآية الكريمة يشمل الماضي والحاضر والمستقبل ولا يختص بزمن نبيّ دون آخر.
فهناك ــ مع الأسف ــ طائفة من مدّعى الثقافة يرون عن جهل وسوء فهم بأن اليهودية هي مسمّى للدين الذي جاءت به التوراة المنزلة على موسى عليه الصلاة والسلام إلا أن اليهود حرّفوه وبدلوه وغيروه ، ويقولون بأنه لم يعد الدين اليهودي الأصلى الذي جاء من عند الله حتى أن أحدهم لا يتحرج بأن يقول عن موسى (باليهوديّ) وحاشاه من ذلك. وكذلك بالنسبة للنصرانية ، وهذا خطأ فاحش يدل على عدم إدراك الحقيقة الجليّة التي وردت في كتاب الله بأن دين الأنبياء هو دين الإسلام ، والحقيقة إن الذين آمنوا بموسى رسول الله وكليمه عليه الصلاة والسلام وبالتوراة الذي أنزل عليه لا يسمون يهودا إنما يسمون مسلمين ، وكذلك الذين آمنوا بعيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام وبالإنجيل الذي أنزل عليه لا يسمون نصارى بل يسمون مسلمون ودينهم الإسلام وقد قال تعالى : (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون* وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنّا من قبله مسلمين ).سورة القصص الآية 52)ـ 53)
وهذا على الإجمال ، وأما على التفصيل فقد قال تعالى: ( وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين ) سورة يونس عليه السلام الآية (84) ـ وقال جل وعلا : فلما أحسّ عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون)ــ سورة آل عمران.الآية ( (52
هذا ومما يدل أيضا أن المسمّى المعتمد عند الله الحق هو الإسلام كما في قوله تعالى (... هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة إبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ....) سورة الحج الآية (78) ومن هنا نعلم ضرورة بأنه ليس لأحد أن يسمى الدين الحق بغير المسمّى الذي انصرف إليه حكم الله وبيانه وتخصيصه بالتسمية وهو (الإسلام) فانظر وتدبر قوله تعالى : (هو سمّاكم المسلمين من قبل) وفي ذلك لمن اعتبر وقطع لخط الرجعة على الذين يقولون إننا نقصد (باليهودية) هو الدين الحق الذي جاء به موسى عليه السلام وكذلك بالنسبة للنصارى ويقولون لا نقصد ما هم عليه من الكفر والضلال والتحريف وهذا جهل كبير وقصور في النظر. مردّه عدم التدبر في كتاب الله وعدم التدقيق في فهم آيات الله والإيمان به وبكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر، فلا إسلام بدون إيمان و لا إيمان بدون إسلام وقال تعالى: ( قل لا تمنّواعلي إسلامكم ، بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) سورة الحجرات الآية (17) إلا أن الشرائع ورسوم العبادات تتنوع من نبي إلى نبي آخر كعدد ركعات الصلاة وكذلك فيما يتعلق بالحدود الشرعية فكل ذلك داخل تحت مسمّى الإسلام ، ولو أن الإسلام يشتمل على معنى التسليم لله إلا أنه علم على الدين الحق وهو دين الإسلام.
وفي هذا السياق رأيت أن أقوم بجمع طائفة مباركة من آيات الله البينات الغير متشابهات من كتاب الله العزيز ــ بقدر الجهد والمستطاع ــ الدالة دلالة شرعية قطعية ودلالة لفظية لا تقبل إلا وجها واحدا في الحكم من أن دين جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام هو الإسلام من لدن نبينا آدم عليه السلام إلى خاتمهم نبيينا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين وهي:ــ
نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام 1/(وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين * قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق و يعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون). سورة البقرة آية (135)و(136) (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ). سورة آل عمران آية(67 )
وهذا ذمّ صريح بيّن لهاتين الملتين الباطلتين ، ومعنى ذلك أن مسمياتها لا تدلان إلا على الكفر والضلال ولا معنى لهما شرعا ولغة إلا هذا وقد برّأ الله إبراهيم خليله منهما ، فتدبر... ونفي الله لذلك في شأن خليله عليه السلام يعني بالضرورة إنتفاؤهما عن جميع الأنبياء.
نبي الله يعقوب عليه السلام 2/(ووصى بها إبراهيمُ بنيه ويعقوبُ يا بنيّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون). سورة البقرة (132)و (133).
نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام 3/(وإذ يرفع إبراهيمُ القواعد من البيت وإسماعيلُ ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم * ربنا واجعلنا مسلميْن لك ومن ذريتنا أمة مسلمةً لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم).سورة البقرة آية (127) و (128) 4/ وقال تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون* ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ًأيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون). سورة آل عمران آية (79) (80)
نبي الله محمد عليه السلام 5/(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين* لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين). سورة الأنعام آية (162)و (163)
وقال تعالى: ( قل آمنّا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون* ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ). سورة آل عمران آية( 84)و( 85)
نبي الله نوح عليه السلام 6/(فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين). سورة يونس آية (72)
وانظر إلى ما قاله فرعون عندما أدركه الغرق كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم في نفس السورة: (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنتْ به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين).سورة يونس الآية 90
فتبين أن فرعون على كفره كان يعلم أن دين بني إسرائيل الذين آمنوا به هو الإسلام. وانظر كذلك إلى ما قاله سحرة فرعون لما آمنوا ثم هددهم فرعون بالعذاب والنكال (ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين) سورة الأعراف الآية 126
نبي الله موسى عليه السلام 7/(وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين). سورة يونس أية (84)
9/(إنا أنزلنا التوراة فيها هدىً ونور يحكم بها النبيّون الذين أسلموا للذين هادوا والربّانيون والأحبار). سورة المائدة آية(44)
نبي الله يوسف عليه السلام 8/ قال تعالى : (ربّ قد آتيْتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليّي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين). سورة يوسف آية (101)
نبي الله عيسى ابن مريم عليه وعليها السلام 10/(فلمّا أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنا مسلمون). سورة آل عمران آية (52) وقال تعالى : (وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنّا وأشهد بأننا مسلمون ). سورة المائدة آية (111)
نبي الله إبراهيم عليه السلام 11/ ( وجاهدوا في الله حقّ جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل). سورة الحج آية (78)
فكما أن الله اجتباكم فهو الذي سمّاكم ، فضمير هو سمّاكم المسلمين عائد إليه سبحانه وتعالى.
نبي الله سليمان عليه السلام وملكة سبأ 12/(قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليّ كتاب كريم* انه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين)سورة النمل آية(29) ـ (30) ـ (31) ( قال يا أيها الملأ أيّكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ).سورة النمل آية (38) ( فلمّا جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنّا مسلمين) (قيل لها أدخلي الصّرح فلمّا رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت ربّ إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين). سورة النمل آية (44) فلقد قالت (أسلمت مع سليمان) أي دخلت في دين الإسلام الذي هو دين سليمان ولم تقل أسلمت لسليمان ، فتدبر .. ونبين من هذا أن سليمان عليه الصلاة والسلام قد وظف ملكه الذي لا ينبغي لأحد من بعده في الدعوة إلى دين الإسلام ..، فتدبر..
أهل الكتاب الذين آمنوا بالتوراة والإنجيل كما أنزلت من عند الله 13/ وقال تعالى في شأن أهل الكتاب الذين آمنوا بالنبي محمد الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل : (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا إنه الحق من ربنا إنا كنّا من قبله مسلمين ) . سورة القصص آية(52)ٍو (53).
نبي الله لوط عليه السلام 14/(فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين* فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين). سورة الذاريات آية (35)و (36) . هذا ما قاله الملائكة الكرام كما أخبرنا الله في كتابه العزيز عندما جاءوا إلى إبراهيم عليه السلام ويقصدون بقولهم هذا لوط عليه السلام وأهله.
ما وصى به الله أنبياءه من الدين
15/(شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه، كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب). سورة الشورى آية (13)ٍ
هذا ولم يبق بعد الذي عرضناه وأوردناه بقدر الجهد والإمكان مستشهدين بآيات الله البيّنات قطعيات الدلالة في هذا الشأن على أن دين الإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين إلا أن نقول إن الذين يخلطون بين دين الإسلام وبين الأديان الباطلة ويقولون الأديان الثلاثة أو مهبط الديانات إنما هم في جهالة وفي لبس شديد من الأمر فصاروا بذلك يضاهون الحق بالباطل ويسوون بين الإسلام وبينها فيقعون من حيث لايشعرون تحت حكم قوله تعالى : (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) ونحذرهم من مغبّة ذلك وعليهم أن يتحققوا من هذه المسألة ويدرسونها دراسة دقيقة ويتدبروا آيات الله ويرجعوا إلى السداد والله الهادي إلى الرشاد، وعفا الله عمّ سلف.
هذا من جانب، أمّا بالنسبة للذين يرون أن اليهود والنصارى وما هم عليه الآن من الكفر والضلال أن هذا هو دينهم المنزّل فهؤلاء لا كلام لنا معهم لأن من اعتقد أن ما يدينون به من الدين الباطل هو حق فقد كفر ومن لم يكفّرهم فقد كفر أيضاً وردّ حكم الله وعارض ما أنزل الله فيهم، لأن الله يقول في شأن النّصارى الذين قسموا الألوهية إلى ثلاث أقانيم وجعلوا علامة الصليب رمزاً لذلك (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة). علاوة على إعتقادهم الفاسد بأنهم صلبوا نبي الله عيسى عليه السلام والذي قال تعالى في حقه: ( وما قتلوه وما صلّبوه ولكن شبّه لهم)ٍ. وكذلك اليهود فقد كفروا بجميع الأنبياء والرسل وقالوا (عزير ابن الله) وقالوا (يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا ) وكانوا يحرفون الكلم عن مواضعه وكفى بذلك كفراً وجحوداً.
هذا ولا شك أن فيما عرضته وكررته وركزت عليه من آيات بيّنات من كتاب الله في هذا الموضوع يكفي ويزيد لمن ألقى السمع وهوشهيد وهو حسبي ونعم الوكيل.