جزاك الله خيرا اختي
بقي شرطين
6.القبول:
وضد الكلمة
الرد
فقبول أمر الله لا رأي لنا فيه وإنما هو أمر ولا نناقش هذا الأمر وإنما نسمع ونطيع
واغلب الكفار ردوا هذه الكلمة العظيمة لما علموا مستلزماتها
كما ردها كفار قريش وغيرهم
خصوصا إذا خالفت ما كانوا عليه من دين الآباء والأجداد
كما قال تعالى
وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على امة وإنا على آثارهم مقتدون قال أو لو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبائكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون. فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين )
وقال
إذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون.)
ومن السنة ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير وكانت منها اجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى وإنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت ﻛﻷ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)
وفي هذا الحديث العظيم ثلاثة أصناف من الناس:
1.من قبل الحق وعمل به وعلمه غيره فهذا أعظم الناس أجرا وهو من فقه في دين الله فعلم وعمل وعلم غيره وهم أهل الرواية والدراية أي الحفظ والفقه.
2.من لهم نصيب من الحفظ مع العمل دون الفقه وهم أهل الرواية فنفع الله بهم الناس بتبليغ العلم دون استنباط أحكامه واستخراج كنوزه.
3. أقماع القول الذين ليسوا بأهل رواية ولا دراية ولا عمل إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
إذن فالواجب هو قبول شرع الله دون أي تعليق أو جدال كمن يجادل عن الحجاب والعياذ بالله أو عن تعدد الزوجات فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فالقران واضح من قبله نجا ومن رده هلك.
--------------------------------------------------------------------------------
7. الانقياد:
والدليل قوله تعالى
فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)
وقال تعالى
إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا واطعنا واؤلئك هم المفلحون)
نعم فقول المؤمن إذا دعي إلى قول الله ورسوله أن ينقاد بقلبه وجوارحه ويسمع ويطيع
ولا يكون كاهل الكتابين من قبل قالوا سمعنا وعصينا والعياذ بالله
فهناك من يقبل شرع الله بقوله نعم هذا هو الحق
ولكن لا ينقاد إليه
إما لأنه لا يوافق أغراضه الدنيوية
أو انه يخالف دين الآباء والأجداد
فيصعب عليه فراق دينهم وتكفيرهم كما فعل أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم
فقد اقر بدين محمد ويعلم صدق ابن أخيه وأمانته وانه على الحق ودافع عنه وأعانه على الدعوة ولكن لم ينقد حقق شرط القبول ولم يحقق شرط الانقياد فلم ينفعه ذلك فمات على الكفر كما هو معلوم والعياذ بالله.
وقد يرجع أيضا سبب عدم الانقياد لشرع الله الخوف
كما حدث لاؤلئك النفر من اليهود الذين أتوا الرسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا نشهد أن لا اله إلا الله وانك رسول الله فأمرهم بان ينقادوا لمستلزمات الكلمة فأجابوه أنهم إذا فعلوا لم يتركوهم قومهم ولم ينفعهم ذلك الإقرار
وكما حدث أيضا مع ملك فارس حينما بعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة يدعوه إلى الإسلام اقر انه رسوله الله ولكن لما علم أن الأساقفة رفضوا اثر الملك على الدين وخاف على عرشه واستحب الحياة الدنيا فلم ينفعه إقراره بدون انقياد.
يقول العلامة عبدالرحمن بن حسن ال الشيخ رحمه الله:
(وليس الإسلام بمجرد الدعوى , والتلفظ بالقول , وإنما معناه : الإنقياد لله بالتوحيد , والخضوع , والإذعان له بالربوبية , والإلهية , دون كل ما سواه
كما قال تعالى :
{فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} [البقرة : 256] . . .
وقال :
{إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
[يوسف :40] .
--------------------------------------------------------------------------------