المؤمنة بربها
عدد المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 14/12/2010
| موضوع: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة السبت ديسمبر 25, 2010 7:51 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم نواقض التوحيد فاعلم انه يلزمك تعلم نواقص التوحيد أي تعلم الإسلام وما يناقضه أيضا حتى لا يقع المسلم فيها وهو لا يعلم والعياذ بالله. وكما قيل: والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء 13 النواقض: جمع ناقض اسم فاعل والنقض في الأصل حل المبرم وإفساده من نقضت الشيء إذ أفسدته قال تعالى(ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها)وقال تعالى(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)سورة النحل92 فنو اقض الإسلام هي مفسداته ومبطلاته التي متى طرأت عليه أفسدته وأحبطت العمل وصار صاحبه من المخلدين في النار والعياذ بالله كالحدث إذا دخل في الطهارة أفسدها وأبطلها. وقد جمعها الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :في عشرة نواقض حتى يسهل على الناس معرفتها وقد ذكر هذه العشرة لأهميتها لان الأغلب يقع في هذه النواقض وهي أكثر من ذلك كما يذكره الفقهاء في كل باب حكم المرتد فهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه نسال الله العافية والسلامة ولذلك وجب على كل مسلم أن يخاف على دينه أكثر مما يخاف على نفسه وعلى ماله فيخاف أن يقع في فتنة الشهوات أو الشبهات لأنهما سبب خروج الإنسان على دينه والعياذ بالله يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافر ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) فالمسلم ما دام على قيد الحياة فانه معرض للفتن ومعرض للردة عن دين الله لهذا كان إمام الحنفاء الخليل عليه السلام يدعوا ربه فيقول (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن اضللن كثيرا من الناس)فهذا الخليل الذي كسر الأصنام بيده وأوذي والقي في النار يخاف على نفسه من أن يرتد عن التوحيد ويعبد الأصنام وهذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الناس إيمانا وأكملهم توحيدا يخاف على نفسه فيدعوا ويقول( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فتقول له عائشة رضي الله عنها تخاف على نفسك؟فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم يا عائشة وما يؤمنني وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن؟ فإذا كان الخليلين إبراهيم ومحمد صلوات الله عليهم خافا على دينهما فالواجب ممن هو دونهما أن يخاف أكثر والخوف وحده لا يكفي فلابد أن يكون مع الخوف عمل يقيه من هذه الفتنة ولا ننجى من فتنة الشبهات والشهوات إلا بالتعلم لان الجاهل قد يقع في هذه النواقض وهو لا يدري بل يقلد الناس ومن يحسن بهم الظن فيفعل مثل فعلهم وأما العالم الرباني فانه ينفعه علمه بإذن الله ويتجنب هذه الأمور ومن كان بالله اعرف كان من الله أخوف فلابد من تعلم التوحيد ويعمل به ويتعلم نواقض الإسلام حتى يتجنبها ولا يقع فيها كما قال حذيفة ابن اليمان كان الناس يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني .14 1.الشرك: أول ناقض هو الشرك معناه صرف نوع من أنواع العبادات التي لا تكون إلا لله لغير الله. والعبادة كما شرحها الشيخ ابن تيمية هي اسم جامع لكل ما يحيه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة. فمن صرف شيئا من أنواع هذه العبادات كالذبح أو النذر أو الدعاء أو غير ذلك لغير الله فقد أشرك بالله لان هذا هو معنى الشرك أن تخلص لله في بعض الأمور وتشرك به في بعض الأمور الأخرى والعياذ بالله فمن اخلص جميع أعماله لله فقد نجا. والشرك ينقسم إلى ثلاث أقسام: اكبر مخرج من الملة واصغر غير مخرج من الملة وشرك خفي غير مخرج من الملة أيضا. والشرك الأكبر ينقسم بدوره إلى أربع أقسام: 1.شرك الدعاء: أي الدعاء والدليل قوله تعالى(فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) يخبر تعالى عن الكفار المشركين به أنهم إذا كانوا في البحر على السفن التي سخرها الله لهم تسير بهم حيث شاءوا بسهولة فإذا جاءتهم ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وتيقنوا بالهلاك لجئوا حينئذ إلى الله وحده في كشف كربتهم لعلمهم انه لا ينجيهم إلا هو وحده فيخلصون له الدين والدعاء بالتضرع والبكاء ويتركون آلهتهم كلها ويقولون لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فيستجيب دعائهم الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويوصلهم إلى مطلوبهم سالمين فإذا نزلوا عن السفينة عادوا إلى شركهم وكفرهم يخادعون الله وهو خادعهم ولكن لتمام علمه وحكمته وحلمه يمهلهم إلى اجل مسمى ولو شاء لأهلكهم في البر أو في أي مكان كانوا فإذا كان يوم القيامة فإذا الحجة قد قامت عليهم فيدخلون جهنم داخرين خالدين فيها أبدا والعياذ بالله.
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في القواعد الأربع القاعدة الرابعة:أي مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين لان الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة.15
نعم فأهل زماننا يشركون في الرخاء والشدة ومثال ذلك أن المرأة إذا لم تنجب ذهبت إلى الولي الفلاني تدعوه فان منحها الله الولد حملت إلى الولي ما يسمى بالمرفوضة وهي عبارة عن ذبيحة تذبحها عند ضريح الولي كل سنة والعياذ بالله فهذه أشركت مع الله في الشدة أي عند الرغبة في الولد وفي الرخاء أيضا وقد يتلبس هذا الأمر على الكثير بقولهم ولماذا عندما تذهب ترزق الولد أو الزوج
سبحان الله فان ذلك الرزق كان آتي لا محال ولكنها استعجلت في الرزق وأشركت بالله ويمكن تلخيص حقيقة هذا الأمر بان ذاك الضريح الذي يقصده هؤلاء الجهال لجلب المنفعة أو دفع ضر هو مكان مليء والعياذ بالله بملوك الجن والشياطين همهم وهدفهم الأول والأخير إخراج الإنسان من دائرة الإسلام فيزينون لهم الكفر وبأي طريقة كانت كما اقسم الملعون في قوله تعالى {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }الحجر39 {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }ص82
فمثلا عندما تأتي واحدة إلى ذلك الضريح تريد الولد ينظر إن كانت تطبب عالجوها وان كان بها سحر يفك سحرها بطرد الجني المكلف بسحرها وهي عندما تعالج تظن أن النفع والضر بيد الولي وهذا ما يريده الشياطين منها.
2.شرك النية والإرادة والقصد: والدليل قوله تعالى(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون.اؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون).
شرك النية وهي لغة القصد وهو عزم القلب على فعل الشيء.والإرادة وهي لغة الميل. والقصد وهو لغة الطلب فهذه الثلاث كالمترادفات ومعناها متقارب.
والمقصود أن من نوى وأراد بإعماله الدنيا أو الرياء كاهل النفاق الخلص إرادة كلية ولم يقصد بها وجه الله تعالى والدار الآخرة فهو مشرك الشرك الأكبر أما من أراد بأعماله الله والدار الآخرة ولكن طرا على بعض أعماله رياء أو نحو ذلك فليس داخلا في ذلك بل يكون عمله شرك اصغر كما سيأتي الكلام عليه إن شاء الله.
والآية التي في سورة هود تبين أن كل من عمل لأجل الدنيا وترك الآخرة انه يعطى ما طلب من غير نقصان ولكن بين الله تعالى في سورة الإسراء أن هذه الآية ليست مطلقة لكل احد بل مقيدة بمن أراد الله سبحانه وتعالى كما قال (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا).
خرج مسلم من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول(إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت بها؟قال
:قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لان يقال جرئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه أو قرأ القران فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال تعلمت وعلمته وقرأت القران فيك قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القران ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال فما عملت فيها؟ فقال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار).
وفي الحديث :أن معاوية لما بلغه هذا الحديث غشي عليه فلما أفاق قال صدق الله ورسوله قال الله عز وجل(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون.اؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون).
شرك الطاعة: والدليل قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهباهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون سورة) التوبة31.
يتبع......... | |
|
المؤمنة بربها
عدد المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 14/12/2010
| موضوع: رد: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة السبت ديسمبر 25, 2010 8:01 pm | |
| | |
|
المؤمنة بربها
عدد المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 14/12/2010
| موضوع: رد: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة السبت ديسمبر 25, 2010 8:15 pm | |
| | |
|
المؤمنة بربها
عدد المساهمات : 111 تاريخ التسجيل : 14/12/2010
| موضوع: رد: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة السبت ديسمبر 25, 2010 8:31 pm | |
| وبهذا ننتهي من انواع الكفر فكل من تامل احوال الكافرين فانه لا يخرج عن هذه الانواع الخمس فمن لم يكفر الكافر الذي حكم الله عليه بالكفر فهو كافر لانه يجب على المسلم ان يكفر من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فالذي يشك في كفر المشركين عموما سواء كانوا من الوثنيين او اليهود او النصارى او من المنتسبين الى الاسلام وهم يشركون بالله يكفر. ومثال ذلك الذي يذبح لغير الله تعالى فحكمه الكفر لانه صرف نوع من انواع العبادات التي لا تكون الا لله لغير الله كما قال تعالى(فصل لربك وانحر)فمن راى هذا الفعل ولم يكفر صاحبه يكفر ايضا لانه : اولا لم يحكم بحكم الله في هذا الشخص الذي كفره الله من فوق سبع سموات. ثانيا انه تساوى عنده الايمان والكفر. ثالثا لم يتبع ملة ابراهيم عليه السلام التي امرنا الله باتباعها يقول تعالى( ومن يرغب عن ملة ابراهيم) اي عن طريقته ومنهجه فيخالفها ويرغب عنها وفي قوله تعالى(إلا من سفه نفسه) أي ظلم نفسه بسفهه وسوء تدبيره بتركه الحق الى الضلال حيث خالفطريق من اصطفى في الدنيا للهداية والرشاد من حداثة سنه إلى أن اتخذه الله خليلا وهوفي الآخرة من الصالحين السعداء فمن ترك طريقه هذا ومسلكه وملته واتبع طريق الضلالةفأي سفه أعظم من هدا؟وأي ظلم اكبر من هذا؟انتهى. وملة إبراهيم عليه السلام مثل جميع الملل لان الدين واحد اما الشرائع فقد تختلف يقول تعالى( ثم اوحينا اليك ان اتبع ملةابراهيم حنيفا) ويقو تعالى (واذ قال ابراهيم لابيه وقومه اني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانهسيهدين) ويقول تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهمانا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواةوالبغضاء ابدا حتى تومنوا بالله وحده فهده هي العقيدة الابراهيمية التي امرنا الله باتباعها . فإبراهيم عليه السلام عرف الكفر وأنكره وكفر أهله وابغضهم وعادهم وهذه هي عقيدة جميع الرسل والأنبياء لأنها هي حقيقة الاسلام فلا يجتمع الإيمان بالله ومحبة أعداء الله بل لا تجد المؤمنين إلا محادين من حاد الله ورسوله كما قال تعالى (لاتجد قوما يومنون بالله وباليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله)فمن كفر الكافرين فقد والى الله ورسوله ومن لم يكفر الكافرين فقد أصبح منهم كما قال تعالى (ومن يتولهم منكم فانه منهم) . والأشد من هذا من صحح مذهبهم لانه ليس فقط لم يكفرهم وإنما صحح مذهبهم أيضا والعياذ بالله فكل من استحسن شيئا ينافي دين الإسلام من يهودية أو نصرانية أو اشتراكية أو علمانية أو غيرها من فرق الكفر والضلال. ومن تامل واقعنا الان يجد دعوة قائمة تدعوا الى وحدة الاديان الثلاثة والعياذ بالله الاسلام واليهودية والنصرنية وهذا لا يقل به إلا كافر مرتد أو جاهل لحقيقة دين الاسلام لأنه معلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وان كل من لم يتبعه كافر بلا شك كما قال صلى الله عليه وسلم( لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار) بل إن المسيح إذا انزل في آخر الزمان كما هو معلوم فانه يتبع محمد صلى الله عليه وسلم ويحكم بشريعة الإسلام كيف لا وقد بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم قبلا في الإنجيل وأمر بإتباعه كما قال تعالى(يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد)كما بشر به موسى عليه السلام أيضا في التوراة كما قال تعالى(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) .فمن لم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ولو اقر بأنه رسول الله ولكن قال إن رسالته خاصة بالعرب دون غيرهم فهذا أيضا كافر. .الناقض الرابع:من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.4 والهدي معناه : الطريقة والسيرة فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أحسن من سيرة كل احد وطريقته أكمل من طريقة كل احد ويدخل في هديه سننه وأخلاقه ونحو ذلك فمن اعتقد أي مجرد اعتقاد ولو دون فعل أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه فهو كافر. ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم معاملته مع الناس ومع المدعوين فكان يدعوهم بأحسن طريقة كما قال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وكذلك هديه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهل بيته خير معاملة ويقول (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). فيلزم أن نعتقد أن أكمل الهدي هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ونقتد به ونفتخر به لا كما يقول بعض الجهال عن بلاد الغرب وان طريقتهم في التربية والمعاملة هي الافضل وغير ذلك... المسالة الثانية من اعتقد أن حكم غير الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن من حكمه فقد كفر يقول تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فيجب تقبل حكمه صلى الله عليه وسلم بالتسليم والانقياد لان حكم الرسول صلى الله عليه وسلم حكم صادر من الله عز وجل كما قال تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) فكل من زعم أن الوقت تطور والزمان تغير فهذا كفر بالله العظيم لان الله سبحانه وتعالى حينما انزل الأحكام وأمرنا بإتباعها وتطبيقها عالم ما يكون كيف لا وهو العليم الخبير وهو العالم بما كان وبما سيكون لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى فالذي يرى أن حكم الشريعة غير مناسب لهذا الوقت يكفر والعياذ بالله.32 ومن أمثلة ذلك أيضا الذي يقول أن تطبيق الحدود ورجم الزاني وقطع يد السارق وغير ذلك من الأحكام يقول أنها قاسية فكل هذه المقالات الكفرية كفر بالله العظيم لأنه اعتراض عن حكم الله تعالى واتهام الله بالقسوة في أحكامه وان حكمه غير مناسب والعياذ بالله فكل من اعتقد أن حكمه غير الله أفضل من حكمه يكفر ومن مقالاتهم أيضا تحكيم الله في بعض الأمور فقط كما قال تعالى(افتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) فالواجب تحكيم حكم الله في كل صغيرة وكبيرة في نزاعنا وخصوماتنا ولباسنا وعباداتنا ...فالله لم يدع لنا صغيرة أو كبيرة إلا وارانا الحكم فيها. الناقض الخامس:من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وقد رأينا هذا الناقض في أنواع النفاق الاعتقادي وهذا الناقض لا نعلمه إلا إذا اظهر لنا صاحبه ذلك مثلا إن قلت لشخص هذا حرام يقول لك هذا كثير هذا حرام وهذا حرام هذا كثير فهذا ظاهر بغضه لحكم الله وعدم قبوله له كمن يدعي الإسلام وينادي بمساواة الرجل مع المرأة في الميراث وغير ذلك ... فكل من يعتقد هذا أو يصرح به يكفر وان عمل به كمن يكره إعفاء اللحية أو يكره تحريم الغناء والزنا... ولو كان لا يفعل ذلك فهو كافر كما قال تعالى(والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم) وقال(لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون). ولكن ليس كل من فعل منهيا أو ترك مأمورا به يكون مبغضا بل قد يكون عن جهل أو عن شهوة أو أو فقد يكون عند مرتكب الكبيرة من الإيمان والاعتراف والانكسار والخوف والرجاء لرحمة الله والطمع في مغفرته ما ليس عند تاركها ولكن لابد من الحذر من المعاصي واجتنابها لان المعاصي بريد الكفر والعياذ بالله وسبب لغضب الله وسوء الخاتمة. فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة أن من مات على التوحيد ولو لم يتب من ذنوبه فهو تحت المشيئة إن شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه ولم يعذبه ولكن ماله سواء عذب أم لا إلى الجنة ولا يخلد في النار. 6. الناقض السادس:من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر والدليل قوله تعالى قل أبالله وآياته ورسوله كنتم ستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم. التوبة64.6533 جاء في سبب نزل هذه الآية أن جماعة من المسلمين كانوا غزاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فاجتمعوا في مجلس فتكلم واحد منهم فقال :ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وكان في المجلس شاب من الأنصار يقال له عوف بن مالك فقال لهذا الرجل كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام ذاهبا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد أن الوحي سبقه ونزل على الرسول صلى الله عليه وسلم فاخبره الله جلا وعلا بما قاله هؤلاء في مجلسهم أو قاله واحد منهم والبقية لم ينكروا عليه ولما نزل ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتحل من مكانه هذا وركب راحلته لما بلغه هذا القول الشنيع فجاء هذا الرجل الذي تكلم يعتذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق والرسول صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إليه ولا يزيد على قراءة الآية (أبالله وآياته ورسوله كنتم ستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) وقول الله سبحانه وتعالى (قد كفرتم بعد إيمانكم) دليل على أنهم كانوا مؤمنين وليسوا منافقين. وقد قسم أهل العلم منهم الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الناقض إلى قسمين: احدهما:الاستهزاء الصريح كالذي نزلت فيه الآية وهو قولهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا..الخ ونحو ذلك من أقوال المستهزئين كمن يستهزئ بالأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من اجل ذلك وكالاستهزاء بالمصلين لأجل صلاتهم وكالاستهزاء بمن أعفى لحيته لأجل إعفائها....وهلم جرا فكل هذا وما شابهه كفر مخرج من الملة يقول تعالى (إن الذين أجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون). والثاني غير الصريح وهو البحر الذي لا ساحل له مثل الرمز بالعين وإخراج اللسان ومد الشفة والغمز باليد عند تلاوة كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا أيضا كفر. ومن رأى واقعنا وللأسف الشديد رأى الاستهزاء الصريح بآيات الله والكفر الصريح يذاع يوميا على التلفاز وكذلك ما يكتب في الصحف وكل ذلك يحدث ممن يدعون الانتساب إلى الإسلام فلا باس به فهذه دولة تقوم على حرية الاعتقاد والرأي فلا باس بمن أراد أن يدعوا إلى وحدة الأديان ولا باس بمن أراد يطعن في حكم الله على أن للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث لا باس بمن أراد أن يجادل الله في هذا ويقول أن هذا ظلم للمرأة علينا أن ننصفها ونعطيها حقها كامل يعني أن الله ظلمها والعياذ بالله ..فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والمستفاد من الآية أيضا أن من سب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو كتابه أو سنة رسوله سواء كان جادا أو هازلا أو مازحا يكفر كما قال تعالى(إنما كنا نخوض ونلعب) وأيضا تدل الآية انه يكفر ولو لم يعلم أن هذا كفر لان هؤلاء ما علموا أن هذا كفر فهؤلاء كانوا أهل إيمان كما قال تعالى(قد كفرتم بعد إيمانكم) والمستفاد من الآية أن الذي تكلم في المجلس واحد والله عمم الحكم فقال (أبالله وآياته ورسوله كنتم ستهزؤون) نسب الاستهزاء إليهم جميعا لأنهم لم ينكروا فعمهم الحكم لأنهم لما سكتوا على المنكر صاروا شركاء مع فاعل المنكر ولهذا لما أنكر عليهم هذا الشاب برئ من الإثم وانزل الله تصديقه في كتابه فمن سمع آيات الله يكفر بها وهو جالس معهم برضاه بالجلوس معهم فهو مثلهم في الكفر كما قال تعالى( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم). . الناقض السابع:السحروهو في اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه ومنه قول العرب في الشيء إذا كان شديد خفاؤه:أخفى من السحر. وسمى السحر سحرا لأنه يقع خفيا آخر الليل . وفي الشرع عقد ورقى يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين لتضر المسحور وقيل في تعريفه غير ذلك لاختلاف أنواعه.والسحر في الشرع ينقسم إلى قسمين حقيقي وتخييلي فالحقيقي منه :عبارة عن عمل يؤثر في الأبدان أو في القلوب يؤثر في الفكر بان يخيل إلى إنسان انه فعل شيئا وهو لم يفعله أو يؤثر في القلب فيورث به كراهة أو محبة غير طبيعيين فهذا هو الصرف والعطف بان يعطف الإنسان ويحدث فيه محبة غير عادية لبعض الأشياء أو بعض الأشخاص أو يكرهه إلى هذا الشيء أو يبغضه إليه كان يفرق بين المرء وزوجه أو يحيب احدهما للآخر وكل ذلك كما قال تعالى(وماهم بضارين به من احد إلا بإذن الله) ومثال على هذا النوع من السحر ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم لما سحره لبيد بن الأعصم اليهودي صار يخيل إليه صلى الله عليه وسلم انه فعل الشيء وهو لم يفعله فتأثر بالسحر لان الأنبياء بشر يعرض لهم ما يعرض للبشر وهذا نوع من الأمراض فيمرضون ويصيبهم ما يصيب البشر ومن ذلك السحر لأنه مرض فأرسل الله إليه صلى الله عليه وسلم ملكين يرقيانه بسورة الفلق فوقفا عنده فقال احدهما:ما شان الرجل؟ قال الآخر مطبوب أي مسحور قال ومن طبه؟ أي من سحره قال:لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة في جف طلعة في بئر ذروان فرقاه جبريل عليه السلام بسورة الفلق فقام صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال فذهب عنه السحر ثم أمر رجالا أن يذهبوا إلى هذه البئر فذهبوا فاستخرجوا منها السحر وأتلفوه...إلى نهاية القصة وأما السحر التخيلي فهو سحر الأعين وهو من جنس ما فعله فرعون مع موسى عليه السلام لما جمعوا ليقابلوا موسى والمعجزات التي معه فعملوا سحرا تخييليا ولهذا قال جلا وعلا (فلما القوا سحروا أعين الناس) وقال تعالى(فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) ولهذا لما اظهر موسى عليه السلام المعجزات التي تدل على صدقه علموا أنها ليست سحر فامنوا لان المعجزة من عند الله ولا يستطيع بنو الإنسان أن يأتوا بمثلها والنبي لا يقدر أن يعمل المعجزة وإنما هي من عمل شياطين الإنس والجن وليست بمعجزات وإنما هي خوارق شيطانية. إذن فكل من فعل السحر أو رضي به يكفر يقول تعالى وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. .الناقض الثامن:مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى(يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) والموالاة أقسام منها المحبة في القلوب ولو لم يظاهر وهم ومنها المظاهرة والمعاونة والمناصرة ولو لم يحبهم ومنها مدحهم ومدح دينهم والثناء عليهم كل هذا يدخل في الموالاة (ومن يتولهم منكم فانه منهم) وإعانة الكفار تحصل بكل شيء يستعينوا به ويتقوون به على المسلمين فمن ظاهر وأعان الكفار على المسلمين فهذا لا شك في كفره إلا أن يعاونهم على المسلمين كرها بسبب إقامته بينهم فهذا عليه وعد شديد ويخشى عليه من الكفر المخرج من الملة وذلك أن المشركين لما اكرهوا جماعة من المسلمين يوم بدر على الخروج معهم لقتال المسلمين فان الله سبحانه وتعالى أنكر عليهم ذلك حيث أنهم تركوا الهجرة وبقوا مع المشركين وعرضوا أنفسهم إلى ما وقعوا فيه من إعراضهم على الخروج مع أنهم يبغضون دين الكفار ويحبون دين المسلمين ولكن بقوا في مكة شحا بأموالهم وبلدهم و أولادهم لا عن محبة الكفار أو محبة لدينهم فانزل الله تعالى(إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي قالوا فيما كنتم) يعني مع أي فريق كنتم؟ وهذا السؤال استنكاري يعني لماذا كنتم مع المشركين وانتم مسلمون؟(قالوا كنا مستضعفين في الأرض)ما لنا من حيلة هم أجبرونا واكرهونا على ذلك (قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها) لماذا تصبرون على البقاء في هذا المشهد المخيف؟ (فاؤلئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ) 36 هذا وعد شديد لهم (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاؤلئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ).فهؤلاء غير داخلون في الوعيد. وأيضا الآية فيها من أعان الكافر على المسلم أما من أعان مشركا على مشرك آخر فانه مرتكب لحرام لا يصل إلى الكفر والله اعلم. 9.الناقض التاسع:من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر. فمن اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو ظن الاستغناء عنها أو رغب في الخروج عنها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه فلا شك أن الله سبحانه وتعالى بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة كما قال تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ..)وقال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)وقال تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا). وكما ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال فيما فضله الله به على الأنبياء (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). والله تعالى اخذ الميثاق من الأنبياء عليهم السلام بأنهم إن أدركوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يتابعوه وينصروه كما قال تعالى(اخذ الله ميثاق النبيين لما آتينكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) فإذا كان الأنبياء الكرام يجب عليهم ويلزمهم إتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إن أدركوه فكيف بمن هو دونهم من العلماء والعباد وسائر الثقلين؟؟ فدعوة محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لجميع العباد ليس لأحد الخروج عن متابعته وطاعته ولا الاستغناء عن رسالته أما رسالة المرسلين قبله فهي خاصة إلى قومهم وموسى عليه السلام لم يبعث إلى الخضر عليه السلام ولا اوجب الله على الخضر متابعته وطاعته بل قد ثبت في الصحيحين أن الخضر قال لموسى عليه السلام (يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا اعلمه ) فدل هذا الحديث على أن الخضر نبي يوحى إليه كما اختاره كثير من أهل العلم وقرره غير واحد من المحققين ويدل لذلك ظاهر القران 37فتبين أن الخضر لا يلزمه إتباع شريعة موسى عليه السلام فالاحتجاج به على جواز الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ظاهر البطلان . ومن أمثلة الذين يقولون ذلك غلاة الصوفية فهم يقولون إن الصوفي إذا بلغ مرتبة من المعرفة بالله فانه ليس بحاجة إلى الرسول لأنه وصل إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم بعث إلى العوام وهؤلاء خواص وقد وصلوا إلى الله فلا يصلون ولا يعبدون الله عز وجل...وكل هذا كفر بالله العظيم والعياذ بالله. وهذا الناقض يشمل أيضا العلمانيين الذين يقولون بفصل الدين عن الدولة وان الدين والعبادات في المساجد وأما المعاملات وأحكامها وأحكام السياسة فهذه لا تدخل في دين الرسول صلى الله عليه وسلم وان الناس هم الذين يتحكمون فيها ويقولون أن الدين لله والوطن للجميع..والعياذ بالله. ويدخل في هذا الناقض أيضا الذين يقولون أن الشريعة إنما هي للزمان الماضي أما الوقت الحاضر فلا تصلح له الشريعة لأنها حدثت معاملات وجدت أمور لا تتناولها الشريعة وهذا معناه أن الشريعة قاصرة عندهم وليست من حكيم حميد فلا شك في كفر من يقول هذا المقال وهذا داخل فيمن يزعم جواز الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول : إن الشريعة لا تنطبق على هذا الزمان وإنما تنطبق على الزمان الذي مضى وما أكثر من يقول هذا المقال والإمام مالك رحمه الله تعالى يقوللا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها والذي أصلح أولها هو الكتاب والسنة فلا يصلح آخرها أيضا إلا الكتاب والسنة فشريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة لا تتهم بالنقص أو القصور لان الله سبحانه وتعالى حكم لها بالكمال قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فما توفي النبي صلى الله عليه وسلم إلا والدين كامل وشامل ومن كماله انه يصلح لكل زمان ومكان ولو لم يكن يصلح لكل زمان ومكان لم يكن كاملا بل صار ناقصا فالله يشهد له بالكمال وهؤلاء يقولون انه ليس بكامل لأنه لا يصلح لهذا الزمان. إذن فشريعة محمد صلى الله عليه وسلم صالحة لكل زمان ومكان ولا يسع الخروج منها ومن خرج منها فقد نقض إسلامه والعياذ بالله. 38 10.الناقض العاشر:الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى( ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم اعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون).السجدة:22 وما أكثر المعرضين في هذا الزمان عن تعلم ما يجب عليهم من دينهم والعمل به إما ظاهرا أو باطنا فيقع احدهم في الكفر وهو لا يشعر والعياذ بالله ومن أراد التوسع في هذا الناقض أكثر يرجع إلى أنواع الكفر (كفر الإعراض). ثم ختم الشيخ رحمه الله تعالى هذه النواقض بقوله ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل وهو الذي لا يتعمد ذلك بل على سبيل المزح والهزل أو الجاد وهو القاصد المتعمد أو الخائف والذي يخوف بالكلام أو الفعل ويهدد ويتوعد من غير فعل أو شيء خفيف ونحو ذلك ما لم يصل إلى حد الإكراه وهو إلا الإكراه فمن اكره إكراها صحيحا معتبرا فلا شيء عليه بشرط أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان كما قال تعالى (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان) لان الإكراه لا يكون إلا في الظاهر وأما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام يكفر سواء كان هازلا أو جادا أو خائفا أو مداهنا أو لأي غرض من الأغراض فقد كفر وخرج من الملة إلا المكره كما تقدم. والفرق بين الشرك الأكبر والأصغر ما يلي: • الشرك الأصغر لا يوجب الخلود في النار كالأكبر • انه لا يحبط جميع الأعمال وإنما يحبط العمل الذي قارنه فقط أو ينقض ثواب العمل. • أن صاحبه ماله إلى الجنة سواء عذب أو أو لم يعذب بخلاف الأكبر... إلى غير ذلك من الفوارق. والشرك الأصغر هو أعظم الذنوب بعد الشرك الأكبر واكبر من الكبائر حتى إن بعض أهل العلم يختار إن من مات على الشرك الأصغر قبل التوبة منه انه لابد من دخوله النار وتعذيبه على قدر شركه كما هو ظاهر الآية(إن الله لا يغفر أن يشرك به) ولكنه لا يخلد في النار بل ماله إلى الجنة كما هو معتقد أهل السنة والجماعة م\\\\\\\\\ن | |
|