ملتقى الموحدات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى الموحدات

لقاء التراحم بين الموحدات للتعاون على البر والتقوى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة   نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Emptyالسبت ديسمبر 25, 2010 7:51 pm

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93

بسم الله الرحمن الرحيم


نواقض التوحيد



فاعلم انه يلزمك تعلم نواقص التوحيد أي تعلم الإسلام وما يناقضه أيضا حتى لا يقع المسلم فيها وهو لا يعلم والعياذ بالله. وكما قيل: والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء

13


النواقض: جمع ناقض اسم فاعل والنقض في الأصل حل المبرم وإفساده من نقضت الشيء إذ أفسدته قال تعالى(ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها)وقال تعالى(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)سورة النحل92



فنو اقض الإسلام هي مفسداته ومبطلاته التي متى طرأت عليه أفسدته وأحبطت العمل وصار صاحبه من المخلدين في النار والعياذ بالله كالحدث إذا دخل في الطهارة أفسدها وأبطلها.



وقد جمعها الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى :

في عشرة نواقض حتى يسهل على الناس معرفتها وقد ذكر هذه العشرة لأهميتها لان الأغلب يقع في هذه النواقض وهي أكثر من ذلك كما يذكره الفقهاء في كل باب حكم المرتد فهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه نسال الله العافية والسلامة ولذلك وجب على كل مسلم أن يخاف على دينه أكثر مما يخاف على نفسه وعلى ماله فيخاف أن يقع في فتنة الشهوات أو الشبهات لأنهما سبب خروج الإنسان على دينه والعياذ بالله يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أنها ستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافر ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) فالمسلم ما دام على قيد الحياة فانه معرض للفتن ومعرض للردة عن دين الله لهذا كان إمام الحنفاء الخليل عليه السلام يدعوا ربه فيقول



(واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن اضللن كثيرا من الناس)فهذا الخليل الذي كسر الأصنام بيده وأوذي والقي في النار يخاف على نفسه من أن يرتد عن التوحيد ويعبد الأصنام وهذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الناس إيمانا وأكملهم توحيدا يخاف على نفسه فيدعوا ويقول( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فتقول له عائشة رضي الله عنها تخاف على نفسك؟فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم يا عائشة وما يؤمنني وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن؟ فإذا كان الخليلين إبراهيم ومحمد صلوات الله عليهم خافا على دينهما فالواجب ممن هو دونهما أن يخاف أكثر والخوف وحده لا يكفي فلابد أن يكون مع الخوف عمل يقيه من هذه الفتنة ولا ننجى من فتنة الشبهات والشهوات إلا بالتعلم لان الجاهل قد يقع في هذه النواقض وهو لا يدري بل يقلد الناس ومن يحسن بهم الظن فيفعل مثل فعلهم وأما العالم الرباني فانه ينفعه علمه بإذن الله ويتجنب هذه الأمور ومن كان بالله اعرف كان من الله أخوف فلابد من تعلم التوحيد ويعمل به ويتعلم نواقض الإسلام حتى يتجنبها ولا يقع فيها كما قال حذيفة ابن اليمان كان الناس يسالون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة أن يدركني .
14


1.الشرك: أول ناقض هو الشرك معناه صرف نوع من أنواع العبادات التي لا تكون إلا لله لغير الله.



والعبادة كما شرحها الشيخ ابن تيمية هي اسم جامع لكل ما يحيه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.



فمن صرف شيئا من أنواع هذه العبادات كالذبح أو النذر أو الدعاء أو غير ذلك لغير الله فقد أشرك بالله لان هذا هو معنى الشرك أن تخلص لله في بعض الأمور وتشرك به في بعض الأمور الأخرى والعياذ بالله فمن اخلص جميع أعماله لله فقد نجا.



والشرك ينقسم إلى ثلاث أقسام: اكبر مخرج من الملة واصغر غير مخرج من الملة وشرك خفي غير مخرج من الملة أيضا.



والشرك الأكبر ينقسم بدوره إلى أربع أقسام:



1.شرك الدعاء: أي الدعاء والدليل قوله تعالى(فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون)



يخبر تعالى عن الكفار المشركين به أنهم إذا كانوا في البحر على السفن التي سخرها الله لهم تسير بهم حيث شاءوا بسهولة فإذا جاءتهم ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وتيقنوا بالهلاك لجئوا حينئذ إلى الله وحده في كشف كربتهم لعلمهم انه لا ينجيهم إلا هو وحده فيخلصون له الدين والدعاء بالتضرع والبكاء ويتركون آلهتهم كلها ويقولون لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فيستجيب دعائهم الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويوصلهم إلى مطلوبهم سالمين فإذا نزلوا عن السفينة عادوا إلى شركهم وكفرهم يخادعون الله وهو خادعهم ولكن لتمام علمه وحكمته وحلمه يمهلهم إلى اجل مسمى ولو شاء لأهلكهم في البر أو في أي مكان كانوا فإذا كان يوم القيامة فإذا الحجة قد قامت عليهم فيدخلون جهنم داخرين خالدين فيها أبدا والعياذ بالله.



نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93





وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في القواعد الأربع القاعدة الرابعة:أي مشركي زماننا أغلظ شركا من الأولين لان الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة.
15


نعم فأهل زماننا يشركون في الرخاء والشدة ومثال ذلك أن المرأة إذا لم تنجب ذهبت إلى الولي الفلاني تدعوه فان منحها الله الولد حملت إلى الولي ما يسمى بالمرفوضة وهي عبارة عن ذبيحة تذبحها عند ضريح الولي كل سنة والعياذ بالله فهذه أشركت مع الله في الشدة أي عند الرغبة في الولد وفي الرخاء أيضا وقد يتلبس هذا الأمر على الكثير بقولهم ولماذا عندما تذهب ترزق الولد أو الزوج

سبحان الله فان ذلك الرزق كان آتي لا محال ولكنها استعجلت في الرزق وأشركت بالله ويمكن تلخيص حقيقة هذا الأمر بان ذاك الضريح الذي يقصده هؤلاء الجهال لجلب المنفعة أو دفع ضر هو مكان مليء والعياذ بالله بملوك الجن والشياطين همهم وهدفهم الأول والأخير إخراج الإنسان من دائرة الإسلام فيزينون لهم الكفر وبأي طريقة كانت كما اقسم الملعون في قوله تعالى {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }الحجر39 {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }ص82

فمثلا عندما تأتي واحدة إلى ذلك الضريح تريد الولد ينظر إن كانت تطبب عالجوها وان كان بها سحر يفك سحرها بطرد الجني المكلف بسحرها وهي عندما تعالج تظن أن النفع والضر بيد الولي وهذا ما يريده الشياطين منها.



2.شرك النية والإرادة والقصد: والدليل قوله تعالى(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون.اؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون).



شرك النية وهي لغة القصد وهو عزم القلب على فعل الشيء.والإرادة وهي لغة الميل. والقصد وهو لغة الطلب فهذه الثلاث كالمترادفات ومعناها متقارب.



والمقصود أن من نوى وأراد بإعماله الدنيا أو الرياء كاهل النفاق الخلص إرادة كلية ولم يقصد بها وجه الله تعالى والدار الآخرة فهو مشرك الشرك الأكبر أما من أراد بأعماله الله والدار الآخرة ولكن طرا على بعض أعماله رياء أو نحو ذلك فليس داخلا في ذلك بل يكون عمله شرك اصغر كما سيأتي الكلام عليه إن شاء الله.

والآية التي في سورة هود تبين أن كل من عمل لأجل الدنيا وترك الآخرة انه يعطى ما طلب من غير نقصان ولكن بين الله تعالى في سورة الإسراء أن هذه الآية ليست مطلقة لكل احد بل مقيدة بمن أراد الله سبحانه وتعالى كما قال (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا).



خرج مسلم من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول(إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت بها؟قال

:قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لان يقال جرئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه أو قرأ القران فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال تعلمت وعلمته وقرأت القران فيك قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القران ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال فما عملت فيها؟ فقال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار).

وفي الحديث :أن معاوية لما بلغه هذا الحديث غشي عليه فلما أفاق قال صدق الله ورسوله قال الله عز وجل(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يبخسون.اؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون).

شرك الطاعة: والدليل قوله تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهباهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون سورة) التوبة31.



نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93





يتبع.........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة   نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Emptyالسبت ديسمبر 25, 2010 8:01 pm

تفسير ابن كثير:روى الإمام احمد والترمذي وابن جرير من طرق عن عدي بن حاتم رضي الله عنه انه لما بلغته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فر إلى الشام وكان قد تنصر في الجاهلية فأسرت أخته وجماعة من قومه ثم من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أخته وأعطاها فرجعت إلى أخيها فرغبته في الإسلام وفي القدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عدي إلى المدينة وكان رئيسا في قومه طيء وأبوه حاتم الطائي المشهور بالكرم فتحدث الناس بقدومه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضة وهو يقرا قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله.. قال فقلت:أنهم لم يعبدوهم فقالSadبلى إنهم حرموا عليهم الحلال واحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم) .انتهى نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93



وبعد سؤال عدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الإسلام فاسلم وكان أول ما تعلمه من الرسول صلى الله عليه وسلم هو مفهوم العبادة وأنها ليست فقط ركوع وسجود وإنما الطاعة في التحليل والتحريم أيضا عبادة فتعلمه واقر به وعمل به رضي الله عنه وعن جميع المسلمين.



وهذا الغلط في مفهوم العبادة وقع أيضا فيه أهل زماننا وقد صدق الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم حينما قال(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه قالوا :اليهود والنصارى قال فمن غيرهم).



وقال السدي في قوله تعالى Sadاتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)قال استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ولهذا قال تعالى(وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا) أي الذي إذا حرم الشيء فهو حرام وما أحله فهو الحلال وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ.



نعم وهذا ما يظهر على ارض واقعنا استنصحوا الرجال ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم فأين شرع الله وحكمه؟وهل اتبع شرعه أم نبذ.



فالله سبحانه وتعالى وضع أحكاما وبين لنا الحلال منها والحرام فحرم علينا الربا والزنا لكنه في الواقع الربا حلال والزنا حلال نجد البنوك الربوية المرخص لها والمشجع عليها بكل وسائل الإعلام وإغراء الشخص بكل الوسائل حتى يقوم بالربا والعياذ بالله وكذلك الزنا أصبح لها دور مرخص لها وأما التحريم فواضح جدا ممنوع الصلاة أثناء العمل الصلاة يا عباد الله عمود الإسلام وممنوع لبس الحجاب الشرعي في العمل....حتى انه من أراد في هذا الزمان أن يتمسك بدينه شعر بالغربة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم بدا الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء وأحس وكأنه قابض في يده جمرة كما قال أيضا صلى الله عليه وسلم القابض على دينه كالقابض على الجمر.



وما يدل دلالة صريحة على أن الطاعة في التحليل والتحريم شرك المناظرة التي حدثت بين المسلمين والمشركين حول تحريم الميتة حيث أراد المشركون إقناع المسلمين بأنه لا فرق بين الشاة تموت وحدها والشاة التي يذبحها المسلمون بشبهة أن الميتة إنما ذبحها الله تعالى فانزل الله تعالى حكمه من فوق سبع سموات(وان أطعتموهم إنكم لمشركون)أي لو أنهم أطاعوهم فيما قالوا لأصبحوا بها كافرين.



إذن فالطاعة الشركية ليست مقتصرة على الركوع والسجود ودعاء غير الله وإنما أيضا الطاعة في التحليل والتحريم وقد صدق ابن المبارك حينما قال



وهل افسد الدنيا إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانهم

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93
18


4.شرك المحبة: والدليل قوله تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله...)



والمراد بهذه المحبة محبة العبودية المستلزمة للإجلال والتعظيم والذل والخضوع التي لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له ومتى أحب العبد بها غيره معه فقد أشرك به الشرك الأكبر.



أما المحبة الطبيعية كمحبة المال والأهل والولد... ونحو ذلك فليست كذلك بل هي مباحة إذا لم تقدم على محبة الله ورسوله أو تزاحمها أو تؤذي إلى معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل قد تكون مستحبة بحسب النية الصالحة.



أما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي تابعة لمحبة الله لازمة لها بل قد نفى النبي صلى الله عليه وسلم إيمان العبد حتى يكون صلى الله عليه وسلم أحب إليه من ولده والناس أجمعين كما في الصحيحين وغيرهما.



والمقصود أن المحبة عبادة من اجل أنواع العبادات فمن صرفها لغير الله فقد أشرك به الشرك الأكبر( للتفصيل أكثر ارجع لشرح شرط المحبة في درس الشروط).



النوع الثاني من أنواع: الشرك الأصغر وهو الرياء



والدليل قوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).



والفرق بين الشرك الأكبر والأصغر ما يلي:



•الشرك الأصغر لا يوجب الخلود في النار كالأكبر



•انه لا يحبط جميع الأعمال وإنما يحبط العمل الذي قارنه فقط أو ينقض ثواب العمل.



•أن صاحبه ماله إلى الجنة سواء عذب أو أو لم يعذب بخلاف الأكبر...



إلى غير ذلك من الفوارق

والشرك الأصغر هو أعظم الذنوب بعد الشرك الأكبر واكبر من الكبائر حتى إن بعض أهل العلم يختار إن من مات على الشرك الأصغر قبل التوبة منه انه لابد من دخوله النار وتعذيبه على قدر شركه كما هو ظاهر الآية(إن الله لا يغفر أن يشرك به) ولكنه لا يخلد في النار بل ماله إلى الجنة كما هو معتقد أهل السنة والجماعة.



وقد فسر الشيخ الشرك الأصغر بالرياء والدليل على ذلك ما رواه الإمام احمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر قال الرياء يقول الله تعالى يوم القيامة إذا جازى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟)حديث صحيح.



ففي هذا الحديث بيان واضح في تسميته بالرياء وفيه انه أخوف ما يخاف منه على الصالحين فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاف على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين مع قوة إيمانهم وعلمهم فغيرهم ممن هو دونهم بإضعاف أولى بالخوف من الشرك أصغره وأكبره.



وروى ابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه فذلك شرك السرائر).



قال ابن القيم رحمه الله تعالى (وأما الشرك الأصغر فكيسير الرياء والتصنع للخلق والحلف بغير الله وقول الرجل للرجل ما شاء الله وشئت وهذا من الله ومنك وأنا بالله وبك ومالي إلا الله وأنت وأنا متوكل على الله وعليك ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا وقد يكون هذا شركا اكبر بحسب قائله ومقصده) .



والمقصود من قول ابن القيم أن هذا قد يصل إلى الشرك الأكبر حسب قصد القائل فلو مثلا واحد حلف بغير الله خطا لحداثة عهده بالإسلام ولتعود لسانه قبلا على دلك ولم يقصد كان يقول مثلا وحق القران أو وحق جاه النبي أو أو فهدا لا يصل به إلى الشرك الأكبر بعكس الذي يحلف وهو يعتقد تعظيم الحالف به فهذا شرك اكبر.



وأما تفصيل الرياء والعمل لغير الله تعالى فقد ذكره العلماء وشرح الحديث في مصنفاتهم مثلا قول الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم

( واعلم أن العمل لغير الله تعالى أقسام: فتارة يكون رياء محضا كحال المنافقين

كما قال تعالى(وإذا قاموا إلى الصلاة قاوما كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا) وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء:فان شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه فان خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل اخذ أجرة للخدمة أو اخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك اجر جهاده ولم يبطل بالكلية وأما إن كان أصل العمل لله ثم طرا عليه نية الرياء :فان كان خاطرا ثم دفعه فلا يضره بغير خلاف وان استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا فيجازى على أصل نيته؟ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف فبعض العلماء يبطله بالكلية وبعضهم يقول أن استرسل معه فله اجر إخلاصه وعليه وزر الرياء وأما إذا عمل العمل لله خالصا ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين بذلك ففرح بفضل الله ورحمته لم يضره ذلك وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سئل عن الرجل يعمل العمل لله من الخير ويحمده الناس عليه فقال تلك عاجل بشرى المؤمن خرجه مسلم)

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93



النوع الثالث من أنواع الشرك:الشرك الخفي والدليل قوله صلى الله عليه وسلم(الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل وكفارته قوله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا اعلم وأستغفرك من الذنب الذي لا اعلم ).



وسمي هذا النوع خفيا لكونه يخفى على المرء نفسه فضلا عن غيره أو لكون صاحبه يخفيه عن الناس فلا يطلع عليه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية كما قد سمي بذلك أيضا الشرك الأصغر وهو الرياء في حديث أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا عن احمد وابن ماجة( حديث حسن راجع فتح المجيد وغيره) والمقصود أن الشرك الخفي دقيق جدا.



وقد أورد نحو هذا الحديث الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في كتاب التوحيد عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا فقال( فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون)



عن ابن عباس رضي الله عنها في الآية الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفة سوداء في ظلمة الليل وهو أن تقول والله وحياتك يافلان وحياتي وتقول لولا كليبة هذا لاتنا اللصوص ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت وقول الرجل لولا الله وفلان لا تجعل فيها فلانا هذا كله به شرك)رواه ابن حاتم بسند حسن.


روى البخاري في الأدب الفرد وابن المنذر وأبو يعلى وابن أبي حاتم وغيرهم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( الشرك فيكم اخفي من دبيب النمل) قال أبو بكر يا رسول الله وهل الشرك إلا ما عبد من دون الله أو ما دعي من دون الله؟ قال ثكلتك أمك الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ألا أخبرك بقول يذهب صغاره و كباره(أو قال صغيره و كبيره) قال بلى قال تقول كل يوم ثلاث مرات : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وانأ اعلم وأستغفرك لما لا اعلم. والشرك أن تقول: أعطاني الله وفلان والند أن يقول الإنسان:لولا فلان قتلني فلان.

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93

يتبع ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة   نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Emptyالسبت ديسمبر 25, 2010 8:15 pm

.الناقض الثاني من نواقض الإسلام:

من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة كفر.



ويشرح الشيخ ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى الوسائط أي وسائط من الخلق يتوسطون له عند الله بزعمهم وهذه المسالة مسالة الواسطة بين الله وخلقه فيها تفصيل كما قال الشيخ فمن قال لابد من واسطة بين الله وبين خلقه فانه يسال :ما مقصوده بالواسطة؟فان كان المقصود انه لابد لنا من واسطة في تبليغ الرسالة فيما بيننا وبين الله فهذا صحيح هذه واسطة لابد منها من أنكرها كفر فلابد من واسطة في تبليغ شرعه وهم الرسل من الملائكة والبشر فمن أنكر هذه الواسطة كفر.فلابد من واسطة في تبليغ شرعه وهم الرسل من الملائكة والبشر فمن أنكر هذه الواسطة كفر فمن أنكر الملائكة والرسل الذين يأتون بشرع الله وقال:لا حاجة إليهم نحن نتصل بالله بدونهم كما تقول الصوفية أنهم يأخذون عن الله مباشرة بلا واسطة فهذا كفر بالإجماع



وهناك واسطة من أثبتها فقد كفر وهي التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى وهي أن يتخذوا واسطة بينه وبين الله يدعوهم ويطلب منهم الشفاعة ويتوكل عليهم فهذه الواسطة من أثبتها كفر إجماعا لأنه لا واسطة بيننا وبين الله في عبادته بل يجب علينا أن نعبد الله وندعوه مباشرة وبدون واسطة وان نطلب منه الشفاعة بدون واسطة وان نتوكل عليه بدون واسطة بيننا وبين الله قال تعالى(ادعواني استجب لكم) ما قال ادعواني بواسطة فلان أو تخذوا واسطة فهذه واسطة من أثبتها فقد كفر وهي أن يجعل بينه وبين الله وسائط يصرف لهم شيئا من العبادة من اجل أن يقربوه إلى الله كما يقولون المشركون من قبل (ويعبدون من دون الله ما لايضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله )22



فسمي هذه عبادة (قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون). سمى هذا شركا ونزه نفسه عنه وهذا هو حال عباد الأموات والأضرحة الآن يتخذون الأولياء والصالحين وسائط عند الله يذبحون لهم عند قبورهم وينذرون لهم ويستغيثون بهم ويدعونهم من دون الله فإذا قيل لهم هذا شرك قالوا هؤلاء وسائط بيننا وبين الله نحن لا نعتقد أنهم يخلقون مع الله ويرزقون مع الله ويدبرون مع الله وإنما اتخذناهم وسائط بيننا وبين الله يبلغون الله حوائجنا فيذبحون لهم ويعظمونهم وينذرون لهم بحجة أنهم وسائط بينهم وبين الله فهذا هو شرك الأولين كما قال تعالى(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) فسمى فعلهم هذا كذبا وكفرا.



ومن أمثلة هذا ما يفعله اغلب أهل زماننا عند الأضرحة يتبركون بترابها وأعتابها ويحجون إليها في أوقات معينة ويعكفون عندها ويأتون بقطعان الأنعام فيذبحونها في ساحات الأضرحة يتقربون بها إلى الأضرحة بزعمهم يقربونهم إلى الله ويبلغون الله حوائجهم وهذا هو شانهم من قديم مند بنيت المساجد على القبور كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني أنهاكم عن ذك) وكان هذا ممنوعا في الصدر الأول من هذه الأمة في عصر القرون المفضلة ولا يوجد شيء من البنايات على القبور حتى جاءت دولة الفاطميين الشيعة واستولوا على مصر وكثير من البلاد وهم شيعة باطنية فبنوا المشاهد على القبور في مصر وغيرها ثم تكاثرت الأضرحة في بلاد المسلمين بعد ذلك بسبب هؤلاء الشيعة قبحهم الله كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية.








الناقض الثالث:

من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر



أولا نعرف معنى الكفر و أنواعه فمن لم يعلم من هو الكافر كيف يكفره فالأولى أن يتعلم من هو الكافر أولا.



الكفر كفران :كفر اكبر مخرج من الملة وكفر اصغر



والكفر لغة يطلق على التغطية والشر والجحود وغير ذلك والتكفير حكمي شرعي فلا نكفر إلا من حكم الله له بالكفر من فوق سبع سموات 23

فمن اعتقد أو قال أو فعل ما حكم به الله سبحانه وتعالى كفر فهو كافر كافر ولا يحق لشخص أن يكفر شخص آخر على حسب هواه أو غضبا لنفسه وإنما نكفر كل من حكم عليه الشارع بالكفر.



والكفر الأكبر ينقسم إلى خمسة أقسام وكل قسم بدليله كما سنورد إن شاء الله.



.1. كفر التكذيب: والدليل قوله تعالى (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه اليس في جهنم مثوى للكافرين).



تفسير الآية :ومن اظلم اي لا احد اشد عقوبة ممن كذب على الله فقال أن الله اوحي اليه ولم يوحى اليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله وهكذا لا احد اشد عقوبة ممن كذب بالحق لما جاءه فالأول مفتر والثاني مكذب و لهذا قال تعالى (أليس في جهنم مثوى للكافرين).



اي النوع الأول من أنواع الكفر الأكبر كفر التكذيب وهو اعتقاد كذب الرسل وهذا النوع قليل في الكفار فان الله تعالى أيد رسله بالمعجزات وأعطاهم من البراهين والآيات على صدقهم ما أقام به الحجة وأزال به المعذرة قال الله تعالى عن فرعون وقومه (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا...) وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم( فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)

والمقصود من كذب الرسل ظاهرا او باطنا فقد كفر.





2.كفر الإباء والاستكبار مع التصديق القلبي والدليل قوله تعالىوإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).



وهذا النوع هو الغالب على أعداء الرسل وهو كفر إبليس لعنه الله فانه لم يجحد



أمر الله ولا قابله بالإنكار وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار كما قال تعالىما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)قلما قال ذلك لعن و طرد(وكان من الكافرين) ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول وانه جاء بالحق من عند الله ولم ينقد له اباءا واستكبارا كما حكى الله تعالى عن فرعون وقومه أنهم قالوا (لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) المؤمنون47.



وقول الأمم لرسلهم إن انتم إلا بشر مثلنا)ابراهيم15



وهو كفر اليهود كما قال تعالى(فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به)فهم كانوا موقنين ببعثة خاتم المرسلين ويعلمون صفاته وعلاماته ومكان مبعثه وعلموا ذلك من كتابهم ولكن ظنوا انه سيبعث منهم فلما بعث في العرب استكبروا وكفروا والعياذ بالله.



وهو أيضا كفر أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم فانه صدق ابن أخيه ولم يشك في صدقه ولكن أخذته الحمية وتعظيم آبائه وان يرغب عن ملتهم ويشهد عليهم بالكفر.



3.كفر الشك: وهو كفر الظن والدليل قوله تعالى(ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا قال له صاحبه وهو يجاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي احد)الكهف35-37.



تفسير الآيةودخل جنته)أي الرجل الذي أعطاه الله هذا البستان(وهو ظالم لنفسه)أي بكفره وتمرده وتجبره وإنكاره للمعاد (قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا) وهذا اغترار منه لما رأى في جنتيه المتقدم ذكرهما من الزر وع والثمار والأشجار والأنهار المطردة في جوانبها وأرجائها ظن أنها لا تفنى ولا تهلك ولا تتلف أبدا وذلك لقلة عقله وضعف يقينه وإعجابه بالحياة الدنيا وزينتها وكفره بالآخرة ولهذا قال(وما أظن الساعة قائمة) أي كائنة(ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا) أي ولئن كان معاد ورجعة ومرد إلى الله ليكونن لي هناك أحسن من هذا الحظ عند ربي ولولا كرامتي عليه ما أعطاني هذا(قال له صاحبه وهو يحاوره)أي يجاوبه(أكفرت بالذي خلقك من تراب)وهذا انكار على ما وقع فيه من جحود ربه الذي خلقه



والشك:هو التردد والظن قريب منه وضد ذلك الجزم واليقين.



فالشاك لا يجزم بصدق الرسل ولا يكذبهم بل يشك في أمرهم والعياذ بالله وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق الرسل جملة فلا يسمعها ولا يلتفت إليها وأما مع التفاته إليها ونظره فيها فانه لا يبقى معه شك لأنها مستلزمة للصدق ولا سيما بمجموعها فان دلالتها على الصدق كدلالة الشمس على النهار.



فكل من شك في أمر من الأمور التي اخبرنا الله بها يكفر كمن يشك في البعث أو وجود الجن أو الملائكة أو أو.. ..



4.كفر الاعراض:والدليل قوله تعالى(والذين كفروا عما انذروا معرضون)ويقول تعالى(ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها)أي لا اظلم ممن ذكر باياته وبينها ووضحها ثم بعد ذلك تركها وجحدها واعرض عنها وتناساها كانه لا يعرفها (ان من المجرمين منتقمون)أي سانتقم ممن فعل ذلك اشد الانتقام والعياذ بالله ويقول تعالى(ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه فاعرض عنها ونسيت ما قدمت يداه )ويقول تعالى(يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا)ويقول تعالى(فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك ءايتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى).



فالله سبحانه وتعالى حذر في هذه الآيات من الإعراض عن ذكره وهو القران والسنة وعدم تعلمها والعمل بهما بأنواع الوعيد.



والإعراض معناه الانصراف عن الشيء مع عدم الرغبة فيه.



والمراد بالإعراض عن دين الله أي عما يجب على كل مكلف بعينه تعلمه والعمل به وهو معرفة أصول الدين وما لا يسع المسلم جهله أما معرفة تفاصيل الدين فليس ذلك المراد هنا وان كان مذموما لان معرفة تفاصيل الدين ونحو ذلك فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين.



فلا يتعلمه هذه طريقة الضالين من النصارى والمتصوفة وغيرهم ولا يعمل به هذه طريقة اليهود ومن نحا نحوهم من كل عالم لا يعمل بعلمه فهناك من الناس من يرفض الدليل وقبول الحق إذا بين له محافظة على دين الآباء والأجداد وحمية ولا يقبل الحق ويبقى على ما هو عليه وما أدرك عليه آباءه وأجداده كما كان عليه المشركون فالذين يعبدون القبور لا يقبلون حقا ولا يقبلون جدالا فهم مقتنعون بما هم عليه تماما ولا يقبلون توجيها أو إرشادا يغلقون أسماعهم عن قبول الحق ويصرون على ما هم عليه بل ربما يقاتلون دونه ويبذلون أنفسهم دون هذه العقائد الباطلة ولا يقبلون الحق مهما يسمعون من القران والسنة ويسمعون النهي عن الشرك والأمر بالتوحيد ولا يلتفتون إلى ما في القران بل هم معرضون عنه وهذا كثير في الناس اليوم قال تعالى(والذين امنوا بالباطل وكفروا بالله اؤلئك هم الخاسرون)

فهؤلاء يؤمنون بالباطل ويكفرون بالله ويعبدون غيره ويستغيثون بغيره ويؤمنون بعبادة غير الله ويكفرون بالله علنا وجهارا هذا هو الإعراض الكفري والعياذ بالله حمية وأنفة.وأيضا هناك أنواع من الدعاة



يقولون لا تعلموا الناس التوحيد والعقيدة لأنهم مسلمون بالبيئة ولا يحتاجون لان يتعلموا التوحيد هذا هو الإعراض عن دين الله لان الدين لا يؤخذ بالوراثة والبيئة الدين يؤخذ بالعلم والتعلم فلابد من تعلم الدين وتعليمه والعمل به ومن جزاء المعرضين عن تعلم أمور دينهم ما أخرجه البخاري

دخل ثلاثة المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه فواحد من الثلاثة جاء فجلس في الحلقة راغبا في التعلم والثاني استحيا أن ينصرف
وجاء فجلس والثالث اعرض وخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخبر الثلاثة؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال:أما احدهم فقد أوى فأواه الله والثاني استحيا فاستحيا الله منه والثالث اعرض فاعرض الله عنه).










نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93





\.كفر النفاق:والدليل قوله تعالى(ذلك بأنهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون).



النفاق لغة:مخالفة الباطن للظاهر



والنفاق نوعان:اعتقادي وعملي



قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في مدراج السالكين (فصل:وأما النفاق فالداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئا منه وهو لا يشعر فانه أمر خفي على الناس.وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم انه مصلح وهو مفسد وهو نوعان:اكبر واصغر فالأكبر يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به لا يؤمن بان الله تكلم بكلام انزله على بشر جعله رسولا للناس يهديهم بإذنه وينذرهم باسه ويخوفهم عقابه..إلى أخر كلامه)



وينقسم النفاق الاعتقادي إلى ستة أنواع صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار تحت اليهود والنصارى والعياذ بالله .



1. تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم :وهذا النوع أعظم الأنواع وضوحا لأنه يستلزم التكذيب بالدين كله وهو حال المنافقين الخلص ومن الأدلة علة هذا النوع قوله تعالى(إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون...)

2. تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم:وهذا النوع اقل من الذي قبله ولكنه اشد خطرا منه لأنه قد يقع فيه المسلم وهو لا يشعر والعياذ بالله فان المرء قد ينكر شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يصدق به وهو لا يعلم أن ذلك نوع من أنواع النفاق الأكبر المخرج من الملة .



3.بغض الرسول صلى الله عليه وسلم فمن ابغض النبي الكريم صلى الله عليه وسلم فهو منافق خالد مخلد في نار جهنم.



4.بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا النوع اخص من الذي قبله فانه قد يصدر من مسلم يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به ولكن لجهله وشقائه يستفزه الشيطان ويغويه فيبغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيقع في النفاق الأكبر وهو لا يدري وأعظم من ذلك انه قد يكون عاملا بما ابغضه ولم يخالفه في الظاهر فلا ينفعه ذلك مثل من يبغض الصوم ولو كان يصوم أو يبغض تحريم الربا ولو لم يفعله أو يبغض تحريم الزنا ولو لم يفعله...فهذا النوع دقيق شديد الخطر.



5.المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم:المسرة وهي السرور والاستبشار والفرح بانخفاض وهبوط الدين ويدخل فيه أهل الإسلام لأجل تمسكهم بالدين.فمن سر بانخفاض الدين وأهله فهو من المنافقين النفاق الأكبر كمن سر إذا انخفض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو أهين أهله وأذلوا لأجله فهو منافق ملعون خارج دين الإسلام بالكلية وكذلك من يفرح إذا أهينت معالم الإسلام وأذل أنصاره أو استبدلت أحكامه أو ضيعت شرائعه أو عطلت حدوده..كما قال تعالى في سورة التوبة(إن تصبك حسنة) من نصر وعز وفتح(تسؤهم)أي تحزنهم لأنه يسر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين (وان تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون).



6.الكراهية بانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم:وهذا النوع قريب من الكلام الذي قبله فالمنافقون إذا ظهر الدين وعلا وانتصر غاظهم ذلك اشد الغيظ وحزنوا اشد الحزن...



النوع الثاني من أنواع النفاق وهو النفاق العملي :نفاق اصغر غير مخرج من الملة وهو النفاق العملي في الظاهر دون الباطن وينقسم إلى خمسة أنواع مجموعة في قوله صلى الله عليه وسلم(آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا ائتمن خان)وفي رواية(وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر)رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.



نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93



- الخصلة الأولى: إذا حدث كذب وهذه خصلة ذميمة قبيحة فان الكذب في الأصل حرام ومن الأحاديث الدالة على ذم الكذب حديث عيد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الصدق يهدي إلى البر وان البر يهدي إلى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وان الكذب يهدي إلى الفجور وان الفجور يهدي إلى النار وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا) متفق عليه.



-الخصلة الثانية:إذا وعد اخلف وإخلاف الوعد على نوعين احدهما أن يعد ومن نيته أن لا يفي بوعده والثاني أن يعد ومن نيته أن يفي ثم يبدوا له فيخلف من غير عذر في الخلف.



أما إذا كان من نيته أن يفي ولكن حصل له عذر أو نحوه فلا يكون داخلا في هذه الخصلة المذمومة والله اعلم.



-الخصلة الثالثة:إذا ائتمن خان قال الله تعالى(يا أيها الذين امنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون) وقال النبي صلى الله عليه وسلم(أد الأمانة إلى من ائتمنك)رواه أبو داود والترمذي وحسنه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.فإذا ائتمن الرجل أمانة فالواجب عليه أن يؤذيها.



الخصلة الرابعة:وإذا خاصم فجر والمقصود بالفجور هنا أن يخرج عن الحق عمدا حتى يصير الحق باطلا والباطل حقا.وفي سنن أبي داوود عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع)وفي رواية(ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله).

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93

-الخصلة الخامسة:إذا عاهد غدر أي لم يف بالعهد وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعهد كما قال تعالى (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقصوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم وكيلا..)



واعلم أن الغدر حرام في كل عهد بين المسلم وغيره ولو كان المعاهد كافرا ولهذا في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال(من قتل نفسا معاهدا بغير حقها لم يرح رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما)خرجه البخاري.



وقد أمر الله تعالى بالوفاء بعهود المشركين إذا أقاموا على عهودهم ولم ينقضوا منها شيئا وأما عهود المسلمين فيما بينهم فالوفاء بها اشد نقضها أعظم إثما.



بعد الانتهاء من ذكر انواع الكفر الاكبر ننتقل الى النوع الثاني من انواع الكفر وهو الكفر الاصغر لا يخرج من الملة وهو كفر النعمة والدليل قوله تعالى(وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).



وهذا النوع عليه من الوعيد الشديد وهو كفر النعمة أي جحودها وعدم القيام بشكرها على الوجه المطلوب.



وقد ورد في النصوص من ذكر الكفر الذي يصل الى حد الكفر الاكبر كقول النبي صلى الله عليه وسلم(اثنان في الناس هما بهم كفر:الطعن في النسب والنياحة على الميت)رواه مسلم أي هما بالناس كفر حين كانتا من اعمال اهل الجاهلية وكقول النبي صلى الله عليه وسلم ايضا(لا ترغبوا عن ابائكم فمن رغب عن ابيه فهو كفر)متفق عليه ففرق بين الكفر المعرف كقول النبي صلى الله عليه وسلم (ان بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)وبين كفر منكر الاثبات.

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة 93
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المؤمنة بربها

المؤمنة بربها


عدد المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 14/12/2010

نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة   نواقض التوحيد  على منهج أهل السنة والجماعة Emptyالسبت ديسمبر 25, 2010 8:31 pm

وبهذا ننتهي من انواع الكفر فكل من تامل احوال الكافرين فانه لا يخرج عن هذه الانواع الخمس فمن لم يكفر الكافر الذي حكم الله عليه بالكفر فهو كافر لانه يجب على المسلم ان يكفر من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فالذي يشك في كفر المشركين عموما سواء كانوا من الوثنيين او اليهود او النصارى او من المنتسبين الى الاسلام وهم يشركون بالله يكفر.



ومثال ذلك الذي يذبح لغير الله تعالى فحكمه الكفر لانه صرف نوع من انواع العبادات التي لا تكون الا لله لغير الله كما قال تعالى(فصل لربك وانحر)فمن راى هذا الفعل ولم يكفر صاحبه يكفر ايضا لانه :



اولا لم يحكم بحكم الله في هذا الشخص الذي كفره الله من فوق سبع سموات.



ثانيا انه تساوى عنده الايمان والكفر.



ثالثا لم يتبع ملة ابراهيم عليه السلام التي امرنا الله باتباعها يقول تعالى( ومن يرغب عن ملة ابراهيم) اي عن طريقته ومنهجه فيخالفها ويرغب عنها وفي قوله تعالى(إلا من سفه نفسه) أي ظلم نفسه بسفهه وسوء تدبيره بتركه الحق الى الضلال حيث خالفطريق من اصطفى في الدنيا للهداية والرشاد من حداثة سنه إلى أن اتخذه الله خليلا وهوفي الآخرة من الصالحين السعداء فمن ترك طريقه هذا ومسلكه وملته واتبع طريق الضلالةفأي سفه أعظم من هدا؟وأي ظلم اكبر من هذا؟انتهى. وملة إبراهيم عليه السلام مثل جميع الملل لان الدين واحد اما الشرائع فقد تختلف يقول تعالى( ثم اوحينا اليك ان اتبع ملةابراهيم حنيفا) ويقو تعالى (واذ قال ابراهيم لابيه وقومه اني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فانهسيهدين) ويقول تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم

انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواةوالبغضاء ابدا حتى تومنوا بالله وحده

فهده هي العقيدة الابراهيمية التي امرنا الله باتباعها .



فإبراهيم عليه السلام عرف الكفر وأنكره وكفر أهله وابغضهم وعادهم وهذه هي عقيدة جميع الرسل والأنبياء لأنها هي حقيقة الاسلام فلا يجتمع الإيمان بالله ومحبة أعداء الله بل لا تجد المؤمنين إلا محادين من حاد الله ورسوله كما قال تعالى (لاتجد قوما يومنون بالله وباليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله)فمن كفر الكافرين فقد والى الله ورسوله ومن لم يكفر الكافرين فقد أصبح منهم كما قال تعالى (ومن يتولهم منكم فانه منهم) .



والأشد من هذا من صحح مذهبهم لانه ليس فقط لم يكفرهم وإنما صحح مذهبهم أيضا والعياذ بالله فكل من استحسن شيئا ينافي دين الإسلام من يهودية أو نصرانية أو اشتراكية أو علمانية أو غيرها من فرق الكفر والضلال.



ومن تامل واقعنا الان يجد دعوة قائمة تدعوا الى وحدة الاديان الثلاثة والعياذ بالله الاسلام واليهودية والنصرنية وهذا لا يقل به إلا كافر مرتد أو جاهل لحقيقة دين الاسلام لأنه معلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وان كل من لم يتبعه كافر بلا شك كما قال صلى الله عليه وسلم( لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا دخل النار) بل إن المسيح إذا انزل في آخر الزمان كما هو معلوم فانه يتبع محمد صلى الله عليه وسلم ويحكم بشريعة الإسلام كيف لا وقد بشر بمحمد صلى الله عليه وسلم قبلا في الإنجيل وأمر بإتباعه كما قال تعالى(يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد)كما بشر به موسى عليه السلام أيضا

في التوراة كما قال تعالى(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل) .فمن لم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ولو اقر بأنه رسول الله ولكن قال إن رسالته خاصة بالعرب دون غيرهم فهذا أيضا كافر.



.الناقض الرابع:من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.4



والهدي معناه : الطريقة والسيرة فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أحسن من سيرة كل احد وطريقته أكمل من طريقة كل احد ويدخل في هديه سننه وأخلاقه ونحو ذلك فمن اعتقد أي مجرد اعتقاد ولو دون فعل أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه فهو كافر.



ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم معاملته مع الناس ومع المدعوين فكان يدعوهم بأحسن طريقة كما قال تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).



وكذلك هديه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهل بيته خير معاملة ويقول (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).



فيلزم أن نعتقد أن أكمل الهدي هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ونقتد به ونفتخر به لا كما يقول بعض الجهال عن بلاد الغرب وان طريقتهم في التربية والمعاملة هي الافضل وغير ذلك...



المسالة الثانية من اعتقد أن حكم غير الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن من حكمه فقد كفر يقول تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فيجب تقبل حكمه صلى الله عليه وسلم بالتسليم والانقياد لان حكم الرسول صلى الله عليه وسلم حكم صادر من الله عز وجل كما قال تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) فكل من زعم أن الوقت تطور والزمان تغير فهذا كفر بالله العظيم لان الله سبحانه وتعالى حينما انزل الأحكام وأمرنا بإتباعها وتطبيقها عالم ما يكون كيف لا وهو العليم الخبير وهو العالم بما كان وبما سيكون لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء سبحانه وتعالى فالذي يرى أن حكم الشريعة غير مناسب لهذا الوقت يكفر والعياذ بالله.
32


ومن أمثلة ذلك أيضا الذي يقول أن تطبيق الحدود ورجم الزاني وقطع يد السارق وغير ذلك من الأحكام يقول أنها قاسية فكل هذه المقالات الكفرية كفر بالله العظيم لأنه اعتراض عن حكم الله تعالى واتهام الله بالقسوة في أحكامه وان حكمه غير مناسب والعياذ بالله فكل من اعتقد أن حكمه غير الله أفضل من حكمه يكفر ومن مقالاتهم أيضا تحكيم الله في بعض الأمور فقط كما قال تعالى(افتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)



فالواجب تحكيم حكم الله في كل صغيرة وكبيرة في نزاعنا وخصوماتنا ولباسنا وعباداتنا ...فالله لم يدع لنا صغيرة أو كبيرة إلا وارانا الحكم فيها.





الناقض الخامس:من ابغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وقد رأينا هذا الناقض في أنواع النفاق الاعتقادي وهذا الناقض لا نعلمه إلا إذا اظهر لنا صاحبه ذلك مثلا إن قلت لشخص هذا حرام يقول لك هذا كثير هذا حرام وهذا حرام هذا كثير فهذا ظاهر بغضه لحكم الله وعدم قبوله له كمن يدعي الإسلام وينادي بمساواة الرجل مع المرأة في الميراث وغير ذلك ...



فكل من يعتقد هذا أو يصرح به يكفر وان عمل به كمن يكره إعفاء اللحية أو يكره تحريم الغناء والزنا... ولو كان لا يفعل ذلك فهو كافر كما قال تعالى(والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله فأحبط أعمالهم) وقال(لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون).



ولكن ليس كل من فعل منهيا أو ترك مأمورا به يكون مبغضا بل قد يكون عن جهل أو عن شهوة أو أو فقد يكون عند مرتكب الكبيرة من الإيمان والاعتراف والانكسار والخوف والرجاء لرحمة الله والطمع في مغفرته ما ليس عند تاركها ولكن لابد من الحذر من المعاصي واجتنابها لان المعاصي بريد الكفر والعياذ بالله وسبب لغضب الله وسوء الخاتمة.



فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة أن من مات على التوحيد ولو لم يتب من ذنوبه فهو تحت المشيئة إن شاء الله عذبه وان شاء عفا عنه ولم يعذبه ولكن ماله سواء عذب أم لا إلى الجنة ولا يخلد في النار.



6. الناقض السادس:من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر والدليل قوله تعالى قل أبالله وآياته ورسوله كنتم ستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم. التوبة64.65
33


جاء في سبب نزل هذه الآية أن جماعة من المسلمين كانوا غزاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فاجتمعوا في مجلس فتكلم واحد منهم فقال :ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اكذب السنا ولا اجبن عند اللقاء يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وكان في المجلس شاب من الأنصار يقال له عوف بن مالك فقال لهذا الرجل كذبت ولكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام ذاهبا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجد أن الوحي سبقه ونزل على الرسول صلى الله عليه وسلم فاخبره الله جلا وعلا بما قاله هؤلاء في مجلسهم أو قاله واحد منهم والبقية لم ينكروا عليه ولما نزل ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتحل من مكانه هذا وركب راحلته لما بلغه هذا القول الشنيع فجاء هذا الرجل الذي تكلم يعتذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق والرسول صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إليه ولا يزيد على قراءة الآية (أبالله وآياته ورسوله كنتم ستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) وقول الله سبحانه وتعالى (قد كفرتم بعد إيمانكم) دليل على أنهم كانوا مؤمنين وليسوا منافقين.



وقد قسم أهل العلم منهم الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الناقض إلى قسمين:

احدهما:الاستهزاء الصريح كالذي نزلت فيه الآية وهو قولهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا..الخ ونحو ذلك من أقوال المستهزئين كمن يستهزئ بالأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من اجل ذلك وكالاستهزاء بالمصلين لأجل صلاتهم وكالاستهزاء بمن أعفى لحيته لأجل إعفائها....وهلم جرا فكل هذا وما شابهه كفر مخرج من الملة يقول تعالى (إن الذين أجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون).



والثاني غير الصريح وهو البحر الذي لا ساحل له مثل الرمز بالعين وإخراج اللسان ومد الشفة والغمز باليد عند تلاوة كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا أيضا كفر.



ومن رأى واقعنا وللأسف الشديد رأى الاستهزاء الصريح بآيات الله والكفر الصريح يذاع يوميا على التلفاز وكذلك ما يكتب في الصحف وكل ذلك يحدث ممن يدعون الانتساب إلى الإسلام فلا باس به فهذه دولة تقوم على حرية الاعتقاد والرأي فلا باس بمن أراد أن يدعوا إلى وحدة الأديان ولا باس بمن أراد يطعن في حكم الله على أن للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث لا باس بمن أراد أن



يجادل الله في هذا ويقول أن هذا ظلم للمرأة علينا أن ننصفها ونعطيها حقها كامل يعني أن الله ظلمها والعياذ بالله ..فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



والمستفاد من الآية أيضا أن من سب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو كتابه أو سنة رسوله سواء كان جادا أو هازلا أو مازحا يكفر كما قال تعالى(إنما كنا نخوض ونلعب) وأيضا تدل الآية انه يكفر ولو لم يعلم أن هذا كفر لان هؤلاء ما علموا أن هذا كفر فهؤلاء كانوا أهل إيمان كما قال تعالى(قد كفرتم بعد إيمانكم) والمستفاد من الآية أن الذي تكلم في المجلس واحد والله عمم الحكم فقال (أبالله وآياته ورسوله كنتم ستهزؤون)



نسب الاستهزاء إليهم جميعا لأنهم لم ينكروا فعمهم الحكم لأنهم لما سكتوا على المنكر صاروا شركاء مع فاعل المنكر ولهذا لما أنكر عليهم هذا الشاب برئ من الإثم وانزل الله تصديقه في كتابه فمن سمع آيات الله يكفر بها وهو جالس معهم برضاه بالجلوس معهم فهو مثلهم في الكفر كما قال تعالى( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم).



. الناقض السابع:السحر

وهو في اللغة عبارة عما خفي ولطف سببه ومنه قول العرب في الشيء إذا كان شديد خفاؤه:أخفى من السحر. وسمى السحر سحرا لأنه يقع خفيا آخر الليل .



وفي الشرع عقد ورقى يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين لتضر المسحور وقيل في تعريفه غير ذلك لاختلاف أنواعه.

والسحر في الشرع ينقسم إلى قسمين حقيقي وتخييلي فالحقيقي منه :عبارة عن عمل يؤثر في الأبدان أو في القلوب يؤثر في الفكر بان يخيل إلى إنسان انه فعل شيئا وهو لم يفعله أو يؤثر في القلب فيورث به كراهة أو محبة غير طبيعيين فهذا هو الصرف والعطف بان يعطف الإنسان ويحدث فيه محبة غير عادية لبعض الأشياء أو بعض الأشخاص أو يكرهه إلى هذا الشيء أو يبغضه إليه كان يفرق بين المرء وزوجه أو يحيب احدهما للآخر وكل ذلك كما قال تعالى(وماهم بضارين به من احد إلا بإذن الله) ومثال على هذا النوع من السحر ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم لما سحره لبيد بن الأعصم اليهودي صار يخيل إليه صلى الله عليه وسلم انه فعل الشيء وهو لم يفعله فتأثر بالسحر لان الأنبياء بشر يعرض لهم ما يعرض للبشر وهذا نوع من الأمراض فيمرضون ويصيبهم ما يصيب البشر ومن ذلك السحر لأنه مرض فأرسل الله إليه صلى الله عليه وسلم ملكين يرقيانه بسورة الفلق فوقفا عنده فقال احدهما:ما شان الرجل؟ قال الآخر مطبوب أي مسحور قال ومن طبه؟ أي من سحره قال:لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة في جف طلعة في بئر ذروان



فرقاه جبريل عليه السلام بسورة الفلق فقام صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال فذهب عنه السحر ثم أمر رجالا أن يذهبوا إلى هذه البئر فذهبوا فاستخرجوا منها السحر وأتلفوه...إلى نهاية القصة



وأما السحر التخيلي فهو سحر الأعين وهو من جنس ما فعله فرعون مع موسى عليه السلام لما جمعوا ليقابلوا موسى والمعجزات التي معه فعملوا سحرا تخييليا ولهذا قال جلا وعلا (فلما القوا سحروا أعين الناس) وقال تعالى(فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) ولهذا لما اظهر موسى عليه السلام المعجزات التي تدل على صدقه علموا أنها ليست سحر فامنوا لان المعجزة من عند الله ولا يستطيع بنو الإنسان أن يأتوا بمثلها والنبي لا يقدر أن يعمل المعجزة وإنما هي من عمل شياطين الإنس والجن وليست بمعجزات وإنما هي خوارق شيطانية.



إذن فكل من فعل السحر أو رضي به يكفر يقول تعالى وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر.



.الناقض الثامن:مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى(يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )



والموالاة أقسام منها المحبة في القلوب ولو لم يظاهر وهم ومنها المظاهرة والمعاونة والمناصرة ولو لم يحبهم ومنها مدحهم ومدح دينهم والثناء عليهم كل هذا يدخل في الموالاة (ومن يتولهم منكم فانه منهم) وإعانة الكفار تحصل بكل شيء يستعينوا به ويتقوون به على المسلمين فمن ظاهر وأعان الكفار على المسلمين فهذا لا شك في كفره إلا أن يعاونهم على المسلمين كرها بسبب إقامته بينهم فهذا عليه وعد شديد ويخشى عليه من الكفر المخرج من الملة وذلك أن المشركين لما اكرهوا جماعة من المسلمين يوم بدر على الخروج معهم لقتال المسلمين فان الله سبحانه وتعالى أنكر عليهم ذلك حيث أنهم تركوا الهجرة وبقوا مع المشركين وعرضوا أنفسهم إلى ما وقعوا فيه من إعراضهم على الخروج مع أنهم يبغضون دين الكفار ويحبون دين المسلمين ولكن بقوا في مكة شحا بأموالهم وبلدهم و أولادهم لا عن محبة الكفار أو محبة لدينهم فانزل الله تعالى(إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي قالوا فيما كنتم) يعني مع أي فريق كنتم؟ وهذا السؤال استنكاري يعني لماذا كنتم مع المشركين وانتم مسلمون؟(قالوا كنا مستضعفين في الأرض)ما لنا من حيلة هم أجبرونا واكرهونا على ذلك (قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها) لماذا تصبرون على البقاء في هذا المشهد المخيف؟ (فاؤلئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ) 36

هذا وعد شديد لهم (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فاؤلئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا ).فهؤلاء غير داخلون في الوعيد.



وأيضا الآية فيها من أعان الكافر على المسلم أما من أعان مشركا على مشرك آخر فانه مرتكب لحرام لا يصل إلى الكفر والله اعلم.





9.الناقض التاسع:من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر.



فمن اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أو ظن الاستغناء عنها أو رغب في الخروج عنها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه فلا شك أن الله سبحانه وتعالى بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة كما قال تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ..)وقال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)وقال تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا).



وكما ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال فيما فضله الله به على الأنبياء (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة).



والله تعالى اخذ الميثاق من الأنبياء عليهم السلام بأنهم إن أدركوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يتابعوه وينصروه كما قال تعالى(اخذ الله ميثاق النبيين لما آتينكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) فإذا كان الأنبياء الكرام يجب عليهم ويلزمهم إتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إن أدركوه فكيف بمن هو دونهم من العلماء والعباد وسائر الثقلين؟؟



فدعوة محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لجميع العباد ليس لأحد الخروج عن متابعته وطاعته ولا الاستغناء عن رسالته أما رسالة المرسلين قبله فهي خاصة إلى قومهم وموسى عليه السلام لم يبعث إلى الخضر عليه السلام ولا اوجب الله على الخضر متابعته وطاعته بل قد ثبت في الصحيحين أن الخضر قال لموسى عليه السلام (يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا اعلمه ) فدل هذا الحديث على أن الخضر نبي يوحى إليه كما اختاره كثير من أهل العلم وقرره غير واحد من المحققين ويدل لذلك ظاهر القران 37

فتبين أن الخضر لا يلزمه إتباع شريعة موسى عليه السلام فالاحتجاج به على جواز الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ظاهر البطلان .



ومن أمثلة الذين يقولون ذلك غلاة الصوفية فهم يقولون إن الصوفي إذا بلغ مرتبة من المعرفة بالله فانه ليس بحاجة إلى الرسول لأنه وصل إلى الله والرسول صلى الله عليه وسلم بعث إلى العوام وهؤلاء خواص وقد وصلوا إلى الله فلا يصلون ولا يعبدون الله عز وجل...وكل هذا كفر بالله العظيم والعياذ بالله.



وهذا الناقض يشمل أيضا العلمانيين الذين يقولون بفصل الدين عن الدولة وان الدين والعبادات في المساجد وأما المعاملات وأحكامها وأحكام السياسة فهذه لا تدخل في دين الرسول صلى الله عليه وسلم وان الناس هم الذين يتحكمون فيها ويقولون أن الدين لله والوطن للجميع..والعياذ بالله.



ويدخل في هذا الناقض أيضا الذين يقولون أن الشريعة إنما هي للزمان الماضي أما الوقت الحاضر فلا تصلح له الشريعة لأنها حدثت معاملات وجدت أمور لا تتناولها الشريعة وهذا معناه أن الشريعة قاصرة عندهم وليست من حكيم حميد فلا شك في كفر من يقول هذا المقال وهذا داخل فيمن يزعم جواز الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ويقول : إن الشريعة لا تنطبق على هذا الزمان وإنما تنطبق على الزمان الذي مضى وما أكثر من يقول هذا المقال والإمام مالك رحمه الله تعالى يقوللا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها والذي أصلح أولها هو الكتاب والسنة فلا يصلح آخرها أيضا إلا الكتاب والسنة فشريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة لا تتهم بالنقص أو القصور لان الله سبحانه وتعالى حكم لها بالكمال



قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فما توفي النبي صلى الله عليه وسلم إلا والدين كامل وشامل ومن كماله انه يصلح لكل زمان ومكان ولو لم يكن يصلح لكل زمان ومكان لم يكن كاملا بل صار ناقصا فالله يشهد له بالكمال وهؤلاء يقولون انه ليس بكامل لأنه لا يصلح لهذا الزمان.



إذن فشريعة محمد صلى الله عليه وسلم صالحة لكل زمان ومكان ولا يسع الخروج منها ومن خرج منها فقد نقض إسلامه والعياذ بالله.



38


10.الناقض العاشر:الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى( ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم اعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون).السجدة:22



وما أكثر المعرضين في هذا الزمان عن تعلم ما يجب عليهم من دينهم والعمل به إما ظاهرا أو باطنا فيقع احدهم في الكفر وهو لا يشعر والعياذ بالله ومن أراد التوسع في هذا الناقض أكثر يرجع إلى أنواع الكفر (كفر الإعراض).



ثم ختم الشيخ رحمه الله تعالى هذه النواقض بقوله ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل وهو الذي لا يتعمد ذلك بل على سبيل المزح والهزل أو الجاد وهو القاصد المتعمد أو الخائف والذي يخوف بالكلام أو الفعل ويهدد ويتوعد من غير فعل أو شيء خفيف ونحو ذلك ما لم يصل إلى حد الإكراه وهو إلا الإكراه فمن اكره إكراها صحيحا معتبرا فلا شيء عليه بشرط أن يكون قلبه مطمئن بالإيمان كما قال تعالى (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان) لان الإكراه لا يكون إلا في الظاهر وأما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها فمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام يكفر سواء كان هازلا أو جادا أو خائفا أو مداهنا أو لأي غرض من الأغراض فقد كفر وخرج من الملة إلا المكره كما تقدم.



والفرق بين الشرك الأكبر والأصغر ما يلي:



• الشرك الأصغر لا يوجب الخلود في النار كالأكبر



• انه لا يحبط جميع الأعمال وإنما يحبط العمل الذي قارنه فقط أو ينقض ثواب العمل.



• أن صاحبه ماله إلى الجنة سواء عذب أو أو لم يعذب بخلاف الأكبر...



إلى غير ذلك من الفوارق.



والشرك الأصغر هو أعظم الذنوب بعد الشرك الأكبر واكبر من الكبائر حتى إن بعض أهل العلم يختار إن من مات على الشرك الأصغر قبل التوبة منه انه لابد من دخوله النار وتعذيبه على قدر شركه كما هو ظاهر الآية(إن الله لا يغفر أن يشرك به) ولكنه لا يخلد في النار بل ماله إلى الجنة كما هو معتقد أهل السنة والجماعة
م\\\\\\\\\ن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نواقض التوحيد على منهج أهل السنة والجماعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شروط التوحيد لطالبات الجامعة
» أهمية وأنواع التوحيد
» التوحيد من كلام السلف
» عاشوراء عند أهل السنة
» أحوال وأصناف الناطقين بكلمة التوحيد..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الموحدات  :: المنتدى الإسلامي :: أمور العقيدة وأصول الدين-
انتقل الى: